عرب وعالم

مُخدر خطير يغزو مدن دولة عربيّة.. ما هو “كوكايين الفقراء”؟

12 آب, 2023

ينتشر مخدر “البوفا” بشكل سريع للغاية وسط الشباب المغربي بالمدن الكبرى، في الأسابيع الأخيرة، ما دفع ناشطين من المجتمع المدني ومختصين طبيين إلى دق ناقوس الخطر من المخدر سريع الإدمان.

ويدعى المخدر الجديد “البوفا” أو “كوكايين الفقراء”، لثمنه الرخيص، ويتميز عن باقي المخدرات أن مستعمله يقع في فخ الإدمان سريعاً.

وبات المخدر يتصدر عناوين الصحف بالمغرب، كما أن منظمات حقوقية تحذر من انتشاره السريع، ما دفع السلطات إلى التحرك أخيراً.

وينقل موقع “هسبريس” إنه خلال الفترة الممتدة من بداية كانون الثاني عام 2020 إلى وحتى نهاية أيار عام 2023، جرى تسجيل قرابة 200 قضية تتعلق بمخدر “البوفا”.

ماهو مخدر “البوفا”؟
يقول الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات الصحية، إن مخدر “البوفا” هو ما يعرف في الولايات المتحدة الأميركية بـ”كراك”، يصنع من بقايا الكوكايين، ويتم خلط هذه البقايا بالأمونيا ومواد أخرى وهو ما ينمحه شكله “البلوري”.

وبحسب حمضي، فإنّ خطوة “البوفا” تكمن في أنه مخدر قوي وينتشر بسرعة، لأن جرعته ثمنها أرخص بـ5 إلى 6 مرات من الكوكايين لذلك يسمى “كوكايين الفقراء”.

ويقول حمضي في حديث لموقع “الحرة” إن القوة الإدمانية لذاك المخدر كبيرة جداً ويحتاج مستعمله إلى عدة جرعات في اليوم، لأن “مفعول الجرعة الواحدة قصير جداً”.

ويتابع: “لذلك، فإن السبب الأول للإنتشار السريع لذاك المُخدر يعود إلى رخص الجرعة وليس إلى رخص المخدر، والسبب الثاني أنه يستنشق عن طريق الرئتين ثم (ينتقل) إلى الأوعية الدموية ثم إلى الدماغ، لذلك فبعد 8 ثوان يبدأ مفعوله”.

كيف يستعمل؟
يقول حمضي في حديثه عبر “الحرة” إن مفعول “البوفا” يدوم حوالى 15 دقيقة، كما أن طريقة استعماله سهلة، بقارورة بلاستيكية على عكس الحقن، ولذلك فإدمانه سريع أيضاً.

وعن مفعوله يقول الطبيب المختص إنّ “البوفا يعطي قوة وهيجانا للجسم، فحدقات العين تتسع، كما أنّ ضربات القلب تزداد”، ويردف: “النشاط يزداد أيضاً ويشعر المستعمل بأنه في أوج قوته ونشاطه، ولكن لأن المفعول قصير سرعان ما يشعر المستعمل بالاكتئاب ويصبح حزينا، ليبدأ بالبحث عن جرعة أخرى”.

مخاطره الصحية
يقول حمضي إن المخدر قد يؤدي إلى مشاكل في القلب أو أزمات قلبية وأمراض في الجهاز التنفسي.

أما على المستوى الاجتماعي، فيدفع المستعمل إلى الانعزال عن محيطه وأسرته ويصبح شغله الشاغل الحصول على جرعة، بحسب المختص.

ويضيف حمضي أن 9 من أصل 10 أشخاص من المدمنين على المخدر، يعانون من سوء التغذية لأنهم يتخلون عن الأكل، وتظهر تقرحات في أجسامهم، ويعانون من تساقط الأسنان والشعر، وذلك ليس بسبب المخدر مباشرة ولكن بسبب الانعزال الذي يصيب المتعاطي للمخدر.

ويتابع حمضي أن المستعمل قد يلجأ إلى ارتكاب الجرائم من أجل الحصول على الجرعات، وقد يسرق حتى أسرته.

كذلك، يقول الطبيب المختص إنّ تعاطي السلطات مع المخدر يجب أن يكون قوياً كما فعلت الولايات المتحدة في الثمانينيات وأوروبا في التسعينيات، وأضاف: “الولايات المتحدة شنت حملة أمنية كبيرة على المخدر في ثمانينيات القرن الماضي، وطبقت أشد العقوبات على مستعمليه أكثر من الكوكايين”. (الحرة)

شارك الخبر: