عرب وعالم

المفاوضات الروسية – الأوكرانية تراوح مكانها: من وقف إطلاق النار إلى آفاق سلام ضبابية

19 نيسان, 2025

دخل وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا يومه الأخير، أمس الخميس، بحسب ما أعلنته موسكو من جانبٍ واحدٍ اليوم الجمعة 18 نيسان، عقب مكالمةٍ هاتفيّةٍ بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وعلى مدار الثلاثين يومًا الماضية، امتنعت روسيا عن شنّ ضربات كبيرة على محطات الطّاقة الأوكرانية، على الرَّغم من أنّ المسؤولين الأوكرانيين أبلغوا عن أضرار محلّية لحقت بإمدادات الكهرباء بسبب الهجمات الروسية.

وتتهم روسيا أوكرانيا بارتكاب أكثر من 80 انتهاكًا لاتفاق وقف إطلاق النار المحدود لمدة 30 يومًا والذي كان يهدف إلى وقف الهجمات المتبادلة على البنية التحتية للطاقة.
وفي الوقت عينه، زادت الضربات الروسية على المناطق المدنية، ما أدى إلى مقتل العشرات منذ أوائل نيسان.

روسيا: وقف إطلاق النار في أوكرانيا “غير واقعي”

في هذا السياق، قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، اليوم الجمعة، إنّ وقف إطلاق النار في الحرب في أوكرانيا “غير واقعي” في الوقت الراهن.

وأوضح نيبينزيا، متحدثًا في نيويورك، أنّ فشل وقف إطلاق النار المحدود على البنية التحتية للطاقة يُظهر أنّ هدنةً أوسع نطاقًا غير ممكنة في الوقت الحالي.

وتابع: “لقد كانت لدينا محاولة لوقف إطلاق النار المحدود على البنية التحتية للطاقة، وهو ما لم يلتزم به الجانب الأوكراني. لذا في هذه الظروف، فإنّ الحديث عن وقف إطلاق النار هو ببساطة غير واقعي في هذه المرحلة”.

وأضاف: “لسنا في وضع يمكننا فيه مناقشة وقف إطلاق النار الشامل بجدّية”.

روبيو: يجب أن نحدّد قريبًا إذا كان السلام بأوكرانيا ممكنًا أم لا

من جانبه، رأى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أنّه من الضروري أن “نحدّد في الأيام المقبلة” إنْ كان السلام “قابلًا للتحقيق” في أوكرانيا، مشدّدًا على أن “الولايات المتحدة لديها أولويات أخرى”، غداة اجتماعات في باريس بين الأميركيين والأوروبيين والأوكرانيين.

وأضاف أنّه في “حال لم يكن ذلك ممكنًا يجب الانتقال إلى شيء آخر لأن الولايات المتحدة لديها أولويات أخرى”.

وأكد أنّ الولايات المتحدة ستتوقّف عن محاولة التوسّط لإبرام اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا خلال أيام إلّا إذا تلقّت إشارات واضحة على إمكانية تحقيق ذلك.

وأضاف روبيو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يزال مهتمًا بإبرام اتفاق لكن لديه العديد من الأولويات الأخرى حول العالم وهو مستعد للتخلّي عن ذلك والمضي قدمًا إلا إذا رأى مؤشرات إلى إحراز تقدم.

وقال روبيو إنه يأمل أن يبقى الأوروبيون منخرطين في المباحثات التي تقودها الولايات المتحدة من أجل إنهاء النزاع في أوكرانيا.

وتابع: “نرغب في أن يبقوا منخرطين… أظنّ أن المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا يمكنها مساعدتنا على دفع العجلة في هذا الإطار للاقتراب من حل. رأيت أنّ أفكارهم كانت مفيدةً وبناءةً” خلال الاجتماعات التي عقدتها معهم في باريس.

سلسلة اجتماعات في باريس حول مفاوضات وقف إطلاق النار

وجرت سلسلة اجتماعات أولية حول أوكرانيا أمس في باريس شارك فيها أميركيون وأوروبيون وأوكرانيون قبل اجتماع جديد في لندن، بينما تتعثّر مفاوضات وقف إطلاق النار التي بادرت إليها واشنطن.

وقال وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو أمس: “الجديد… هو أنّ الولايات المتحدة وأوكرانيا والأوروبيين اجتمعوا اليوم في باريس حول طاولة واحدة للبحث في سبل تحقيق سلام عادل ودائم”.

وأكد في ختام يوم من المفاوضات المكثّفة أنّ “هذه المباحثات المفتوحة والصريحة جدًا أتاحت تحفيز تفكير الأوروبيين والأوكرانيين والأميركيين الذين اتفقوا على الاجتماع الأسبوع المقبل في لندن لمواصلة المباحثات بهدف وقف إطلاق النار الذي نأمل أن توافق عليه روسيا بدورها”.
وفي ضوء ذلك، أجرى روبيو اتصالًا هاتفيًا بنظيره الروسي سيرغي لافروف لإبلاغه بفحوى مناقشات باريس، مؤكّدًا أنّ “السلام ممكن” إذا أبدت كل الأطراف التزامًا بالتوصل إلى اتفاق.

من جهتها رحّبت الرئاسة الفرنسية بـ”التبادل الممتاز” بشأن ملف أوكرانيا والذي “سمح بالاتفاق” على هدف تحقيق “سلام متين” بين كييف وموسكو بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا.

ورأى قصر الإليزيه أنّ وقف النار يجب أن “يستند إلى الوضع كما هو” على أن تؤخَذ في الاعتبار الأراضي الأوكرانية “التي تحتلّها روسيا”، بحسب تعبيره.

زيلينسكي يتّهم ويتكوف بـ”تبنّي الاستراتيجية الروسية”

ومن كييف، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الموجود في باريس مع روبيو، بـ”تبنّي الاستراتيجية الروسية”.

وبينما كان مساعده أندري يرماك ووزيران حاضريْن في العاصمة الفرنسية، دعا الرئيس الأوكراني إلى “الضغط” على الكرملين “لإنهاء الحرب وضمان سلام دائم”.

وندّدت موسكو على لسان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف برغبة الأوروبيين في “مواصلة الحرب”.

واتّهم مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “العديد من الدول” بمحاولة “تعطيل” الحوار الثنائي المتجدّد بين موسكو وواشنطن.

شارك الخبر: