نيران الحرب تعطل اتصالات الرئاسة والفراغ مستمر
كتب داوود رمال في الأنباء الكويتية:
الجلوس إلى ديبلوماسيين معتمدين في بيروت هذه الأيام يصيبك بالحيرة، فلا أنت تستطيع الخروج بخلاصات سليمة من مضمون ما أدلوا به، وربما هم انفسهم يعلمون أنهم يقولون الشيء ونقيضه.
هذه الحالة تنم عن فقدان المعطيات الحاسمة التي تمكنهم من تجميع «بازل» للصورة الأقرب إلى الواقع، وتؤشر أيضا إلى أن أسرار ما يدور من تفاوض محصورة في نطاق ضيق وبأشخاص بأعينهم، نظرا إلى حساسية الموقف وخطورة المرحلة.
لدى سؤال ديبلوماسي في بيروت عن مسار الأمور في قطاع غزة ربطا بالجبهة اللبنانية وامتداداتها الإقليمية، يجيب: «صار واضحا انه إذا توقفت العمليات العسكرية في قطاع غزة، ستنسحب تلقائيا على لبنان وقفا لهذه العمليات المستمرة منذ الثامن من أكتوبر. وإذا تطور الأمر من وقف أعمال قتالية إلى وقف مستدام لإطلاق النار، أيضا على لبنان أن يفعل ديبلوماسيته للانتقال وفق القرار الدولي 1701 من وقف الأعمال العدائية إلى وقف لإطلاق النار، لأنه منذ صدور هذا القرار لم يتم الانتقال إلى وقف مستدام لإطلاق النار. ولا تريد إسرائيل هذا الانتقال حتى تبقي على طلعاتها الجوية وتوغلاتها البرية والبحرية».
وأوضح المصدر نفسه «أن المعضلة التي ستواجه الجميع، ويجب أخذها على محمل الجد والتعامل معها كاحتمال حقيقي، تتمثل في أنه إذا توقفت العمليات العسكرية واستمرت إسرائيل بتنفيذ عمليات أمنية موضعية، هل سيتم الفصل بسن وقف العمليات الحربية في قطاع غزة واستمرارها في لبنان؟».
وهذا السؤال ليس له جواب، لأن القبول باستمرار إسرائيلي في تنفيذ عمليات أمنية، وتحديدا قادة عسكريين وميدانيين وحتى سياسيين، سيعني ان إسرائيل خرجت بمكاسب، وكرست حقها في ملاحقة قادة فصائل المقاومة أينما تواجدوا».
ويؤكد المصدر «ان المعضلة هي في شخص بنيامين نتنياهو، الذي كلما اقتربت التسوية لوقف إطلاق النار يبادر إلى تفجير الأوضاع على الفور، بدليل ان المفاوض الإسرائيلي في بداية المفاوضات وفي بند الأسرى تحدث عن لائحة تضم 200 اسم خارج البحث (من معتقلين فلسطينيين) وانهم لن يكونوا ضمن التبادل. ومع تطور المفاوضات تقلصت اللائحة إلى 150 اسما، ووصلت مؤخرا إلى 10 أسماء، لذا هناك فرصة جدية للوصول إلى تسوية قبل زيارة نتنياهو إلى واشنطن، لأن ذهابه من دون وجود ورقة بيده ستتحول إلى عامل سلبي ضده، مع وجود رسالة من أكثر من 150 شخصية إسرائيلية بينهم رؤساء وزراء سابقون ووزراء ونواب وقيادات عسكرية وأمنية تطالب الكونغرس الأميركي بعدم السماح لنتنياهو بإلقاء خطاب أمامه».
وبسؤال عن الأزمة السياسية في لبنان، وعلى رأسها خلو سدة الرئاسة، قال المصدر بجواب فيه خليط من السياسة والأدب، فيقول: «الرئاسة عندكم ضاعت في ظلال الحرب. أنتم أمام خلو مستديم بعد فشل كل المبادرات. والخطاب السياسي والديني المتبادل لا يساعد على توافق يؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية».
المصدر : الأنباء الكويتية