مجلس الحرب قد يقود إسرائيل لحرب إقليمية.. تقرير إسرائيلي يكشف
ذكر موقع “الجزيرة” أن تحليلاً إخبارياً، للكاتبة رافيت هيشت بصحيفة هآرتس، خلص إلى أن
مجلس الحرب في إسرائيل فقد السيطرة على الأمور وربما يقود إلى حرب إقليمية بسبب إصرار وزرائه على توجيه ضربة لإيران ردا على هجومها بالصواريخ والطائرات المسيرة السبت الماضي.
وقالت الكاتبة إن الآثار المترتبة على تورط إسرائيل مع إيران، لا سيما إذا ردت على ذلك الهجوم، ستؤدي على الأرجح إلى تفاقم أزمة الأسرى المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مما يُعرِّضهم جميعا إلى الخطر.
وأردفت قائلة إن ترتيب حركة حماس في سلم أولويات أهداف إسرائيل العسكرية سيتراجع لصالح حرب إقليمية قد يصعب احتواؤها.
ووفق التحليل الإخباري، فإن شن عملية انتقامية قوية ضد إيران، والذي يحظى بإجماع داخل مجلس الحرب -كما تقول المصادر- قد يحقق حلم زعيم حماس في غزة يحيى السنوار بـ”توحيد الجبهات” وهو هدف لم يتجسد في الهجوم الذي شنته حركته على إسرائيل في السابع من تشرين الأول الماضي.
وتزعم الكاتبة أن سيناريو من هذا القبيل سيجعل السنوار يتحول من “مجاهد مارق” إلى عضو في تحالف منظم وجيد التدريب يُمطر إسرائيل بشواظ من نار وكبريت بدعم من روسيا.
وإذا حدث ذلك فإن السنوار لن يكون راغبا في إبرام صفقة تفضي إلى حل قضية الأسرى، وهو ما يحبذه اليسار الإسرائيلي، في حين أن الحل المفضل لدى اليمين المتمثل في الضغط العسكري المتواصل على حماس لم يعد مقبولا كذلك “لأن الأولوية ستكون لجبهات أخرى”.
وتعتقد الكاتبة أنه لن يكون هناك عمل عسكري ملموس في غزة حتى قبل أن تنزلق إسرائيل وإيران إلى الحرب، إذ تحول الحديث عن هجوم على مدينة رفح إلى “مهزلة مأساوية” نالت من مصداقية إسرائيل وأضعفت قدرتها على الردع.
وأشارت إلى أن هناك علاقة طردية بين زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وتدهور مكانة إسرائيل على الساحة الدولية حيث بات يُنظر إليها على أنها دولة “لمجرمي الحرب” تتعمد تجويع مليوني فلسطيني.
وحذرت من أن الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي ما يزال ملتزما بالدفاع عن
إسرائيل حتى الآن على الأقل، قد يطرأ تغيير على تفكيره، وهو ما اعترف به مصدر في مجلس الحرب، لم تفصح الكاتبة عن هويته.
ولفتت إلى أن مجلس الحرب يعتمد تقييم مؤسسة الدفاع بأن الرد على إيران لن يشعل حربا إقليمية، مضيفة أن أعضاء هذا المجلس هم نفس الأشخاص الذين لم يتوقعوا الهجوم الإيراني غير المسبوق انتقاما لاغتيال القيادي البارز بالحرس الثوري الإيراني، محمد رضا زاهدي، في غارة جوية على مجمع سفارة طهران لدى دمشق مطلع الشهر الجاري.
وأضافت الكاتبة أن إسرائيل لم تعترف بمسؤوليتها عن تلك الحادثة ناهيك عن إخفاقها في درء هجوم حماس في 7 تشرين الأول.
ولسبب ما يرى مجلس الحرب أن الرد على هذا الفشل غير المبرر يتجاوز تعقيدات الوضع مع إيران. ومن شأن التورط في مواجهة معها أن يزيد بشكل حاد من احتمال مشاركة حزب الله في حرب شاملة، وهو الذي أرهق إسرائيل طيلة 6 أشهر وتسبب في نزوح 60 ألف إسرائيلي من منازلهم دون جهد يذكر، على حد تعبير المقال.
وواصلت كاتبة التحليل الإخباري انتقادها للقيادة الإسرائيلية، وقالت إنه من الصعب التخلص من الشعور بأن مجلس الحرب فقد السيطرة، وبدلا من أن يفرض أجندته على الأحداث تصرف كشخص مندفع دون إستراتيجية.
وختمت الكاتبة بأن وزراء مجلس الحرب باتوا أسرى نزعة تجنح نحو الانتقام والقتال، ولا يقدمون تفسيرا ومبررات مقنعة لسلوك حكومتهم رغم حجم وتداعيات المخاطر المحدقة بإسرائيل.