التاروت بين الحقيقة والوهم: هل تخفي الأوراق ما يخبّئه المستقبل؟
كتبت ماري-جو متّى في موقع mtv :
ليس بالضرورة أن يكون مستقبلك “واقفاً على كفّ عفريت”، يمكنه فقط أن يقف على كفّ يدك. كما أنّه ليس ضروريّاً أن تشغل رأسك في التفكير بأسئلتك الوجوديّة، يمكنك فقط أن تقصد نساء الحيّ وتشاركهنّ القهوة على “الصبحيّة”. أو حتّى يمكنك، وأنت جالسٌ في مكانك، أن تتصفّح “اليوتيوب” وتبحث عن فيديوهات “التاروت”، فتكشف تلك البطاقات الغريبة عن طاقتك وتهدّئها. لذا “إنت وحظّك”.
دعونا نتّفق منذ البداية. حتّى لو كان عالم الغيب مجرّد خرافات بالنسبة إليكم، من المؤكّد أنّكم سمعتم آلاف الأخبار عن أصدقائكم الذين التقوا بـ”بصّارة” صدفةً، فكشفت لهم عن ماضيهم بشكل مفصّل، وأخبرتهم عمّا سيحدث معهم في المستقبل، ليدخلوا بعدها في حالة من الإنبهار، فيردّون الزيارة “زيارات”، ويربطون كلّ ما يحدث معهم بكلامها. فما السرّ وراء “رهجة” عالم التنجيم إذاً؟ وهل فعلاً “يصدق المنجّمون”؟
“إسم الشخص وتاريخ ولادته هما المعلومات الأساسيّة التي عليّ أن أعرفها قبل البدء بالحديث مع الأشخاص الذين يزورونني”. هذا ما كشفته قارئة التاروت “سام” لموقع mtv، مضيفةً: “تكمن المهمّة الرئيسيّة للتاروت في تقديم النصائح. فالموضوعان الأساسيّان اللذان أجيب عنهما دائماً هما الحبّ والمال. من هنا أبدأ بخلط البطاقات وأركّز على طاقة الفرد، إن كان حزيناً أو مشوّشاً، وأجيبه على أسئلته: هل سيعود إليّ حبيبي السابق؟ أو هل سأدخل قريباً في علاقة؟ ماذا عن منصب جديد في عملي أو وفرة ماليّة؟”.
وأكّدت: “نعم، يقصدني الكثير من الأشخاص، ويتصرّفون بناءً على ما تكشفه لهم بطاقات التاروت”.
فما رأي علم النفس إذاً؟
أشارت الأخصّائيّة في علم النفس ريتا الأسمر لموقع mtv الى أنّ “اهتمام الفرد بعالم التنجيم يعود إلى ثلاثة عوامل رئيسة: أوّلها، التربية والمعتقدات التي يكتسبها الفرد في طفولته، بمعنى أنّه إذا آمن الأهل بعالم التنجيم، تلقائيّاً سيهتمّ الطفل بذلك. ثانياً، “الشخصيّة الإتّكاليّة”، ففكرة أن يعرف الشخص ما يخبّئه له المستقبل تمنحه شعوراً بالأمان يكون بحاجة إليه. أمّا العامل الثالث، فهو “فقدان الأمل”، الذي يدفع ببعض الأشخاص إلى التمسّك بكلام المنجّمين كخشبة خلاص تبعدهم عن واقعهم وترسم أمامهم مستقبلاً أفضل”.
وختمت الأسمر: “التركيز على الحاضر هو الحلّ الوحيد للتخلّص من الاهتمام الزائد بكشف المستقبل، فكلّ القرارات التي تؤخذ في الحاضر، قادرة على تحديد المستقبل”.
لذا، عليكم الإختيار: إمّا “إنت وحظّك” أو “إنت وقراراتك”.