انتخابات 2024 تصيب أميركا بانفصام في الشخصية: انعزالية ترامب أم عالمية بايدن؟
قال مساعدو حملة الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت سابق، إنه بمجرد أن يصبح السباق الرئاسي واضحًا بين خيارين، فإن آفاقهم الانتخابية ستشرق عندما يواجه الناخبون الاحتمال الواضح لعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ومع انتهاء منافسات الثلاثاء الكبير وتعليق آخر منافس رئيسي لترامب في الحزب الجمهوري، السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي حملتها، أصبح لدى حلفاء بايدن الآن فرصتهم – و8 أشهر من المنافسة السياسية- لإثبات نظريتهم.
وانطلقت الانتخابات العامة لعام 2024 بشكل جدي، واعدة بأن تكون السباق الرئاسي الأطول والأغلى، وربما الأكثر إثارة للانقسام في الذاكرة الحديثة، وفقا لصحيفة “واشنطن بوست”.
وفي سياق ردود أفعال بايدن وترامب على نتائج يوم الثلاثاء، اندفع كل منهما لمهاجمة الآخر ووصف الانتخابات باعتبارها لحظة وجودية للبلاد.
وقال بايدن عن ترامب في بيان مساء الثلاثاء “إنه مدفوع بالظلم والكسب غير المشروع، ويركز على انتقامه، وليس على الشعب الأميركي”. وأبلغ ترامب مؤيديه أن بايدن “أسوأ رئيس في تاريخ بلادنا”، واصفًا يوم الانتخابات 2024 بأنه “أهم يوم في تاريخ بلادنا”.
ومع تحول الحملتين بشكل أكثر قوة نحو الانتخابات العامة، يواجه الناخبون الاختيار بين المرشحين اللذين تعكس اختلافاتهما المزاجية والسياسية دولة تمزقها ليس فقط التفضيلات السياسية ولكن أيضا الانقسامات الاجتماعية والثقافية العميقة.
وقال جويل باين، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي، إنها انتخابات “أميركتين”، مضيفا “هناك أميركا واحدة تدور حول التعددية والشمولية والأعراف الديمقراطية وهذا هو جو بايدن. ثم هناك أميركا أخرى سائمة وغاضبة ومنهكة، وهي دونالد ترامب”.
قد ضيقت كلتا الحملتين خريطة ساحة المعركة في المقام الأول لتقتصر على بنسلفانيا، وميشيغان، وويسكونسن، وجورجيا، وأريزونا، ونيفادا، مع إمكانية إضافة ولاية كارولينا الشمالية.
وتخطط حملة ترامب لتوجيه رسالة انتخابية عامة تركز على التضخم والهجرة وتراجع اللياقة العقلية لبايدن.
ويتوقع المستشارون أن يهاجم بايدن، ترامب بسبب دوره في إنهاء الحق الدستوري في الإجهاض وبسبب محاولاته إلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ما أدى إلى أعمال شغب في 6 كانون الثاني 2021 داخل مبنى الكابيتول الأميركي.
وحتى مع بقاء هيلي في السباق خلال الأشهر القليلة الماضية، وجه كل من بايدن وترامب نيرانهما نحو بعضهما بعضا بشكل متزايد.
ويعتبر بايدن إعادة انتخابه أمرًا محوريًا للحفاظ على الديمقراطية الأميركية، وأمضى معظم العام الماضي في الترويج لسجله في مجال الاقتصاد من خلال الترويج لعبارة “الاقتصاد الحيوي” إلا أنه غالبًا ما استخدم تعليقاته العامة الأخيرة لمهاجمة سلفه بشكل مباشر.
وفي بيانه مساء الثلاثاء، الذي ذكر ترامب بالاسم أربع مرات، قال بايدن إن منافسه في الحزب الجمهوري “يريد تدمير ديمقراطيتنا، وانتزاع الحريات الأساسية”.
ويمكن أن يتم عرض هذه الحجة خلال خطاب حالة الاتحاد الذي يلقيه بايدن يوم الخميس، حيث من المتوقع أن يروج لإنجازاته ويطرح قضيته لولاية أخرى من خلال التأكيد على المضي قدمًا بدلاً من عكس التقدم المحرز على مدى السنوات الثلاث الماضية.
ومن جانبه، سعى ترامب إلى تأطير السباق باعتباره فرصة للبلاد للعودة إلى ما وصفه بأنه عصر الرخاء والوحدة والهدوء تحت قيادته. ولم يذكر هيلي خلال تصريحاته، وبدلاً من ذلك انتقد بايدن بشدة بشأن قضايا تشمل الهجرة والتضخم والاضطرابات العالمية.
وستمثل الأشهر القليلة المقبلة اختبارات رئيسية حيث يسعى المرشحان إلى حشد الدعم داخل حزبيهما، بعد الأداء المهيمن حتى الآن في السباقات التمهيدية التي كشفت رغم ذلك عن نقاط الضعف المحتملة في ائتلافاتهما الانتخابية.
وأظهرت معركة ترامب ضد هيلي مكانته الضعيفة بين بعض الدوائر الانتخابية الجمهورية تقليديا، بما في ذلك ناخبو يمين الوسط الحاصلون على تعليم جامعي، والأشخاص الذين يرفضون ادعاءاته بأن انتخابات 2020 سُرقت.
كما أن انتصارات هيلي في فيرمونت والعاصمة، وعروضها القوية في المدن الجامعية ومجتمعات الضواحي، تسلط الضوء على العمل الذي سيتعين على ترامب القيام به في الأشهر المقبلة لتوحيد حزبه. (العربية)