خطوة إيرانية مفاجئة في سوريا بعد ضربات إسرائيل.. ما هي؟
نقلت وكالة “رويترز”، عن مصادر مطّلعة قولها إنّ “الحرس الثوري الإيراني” قلَّص نشر كبار ضباطه في سوريا بسبب سلسلة من الضربات الإسرائيلية المُميتة، مشيرة إلى أنه سيعتمد أكثر على فصائل شيعية متحالفة مع طهران للحفاظ على وجوده هناك.
ويتعرض “الحرس الثوري” لواحدة من أكثر الفترات صعوبة في سوريا منذ وصوله قبل عقد من الزمن لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية. فمنذ كانون الأول، قتلت الضربات الإسرائيلية أكثر من ستة من أعضائه في سوريا، بينهم قياديان كبيران في “فيلق القدس”، الذراع الخارجية لـ”الحرس الثوري”.
وقالت ثلاثة من المصادر إنه بينما تطالب أطراف في التيار المحافظ في طهران، بالثأر، فإن “قرار إيران سحْب كبار الضباط مدفوع جزئياً بحرصها على ألا تنجرّ إلى صراع يحتدم في أنحاء الشرق الأوسط”.
وتخشى إيران من تعرض قواتها لضربات انتقامية أميركية، بعد الهجوم الذي أودى بثلاثة جنود أميركيين في قاعدة في الأردن، ونسَبَته واشنطن إلى فصيل مسلَّح مدعوم من إيران، مُحذّرة واشنطن التي توعدت بالرد.
وصدرت دعوات إلى “خفض التصعيد”، و”ضبط النفس”، الثلاثاء، عن روسيا والصين، إذ حذّرت بكين من “دوامة انتقام” في الشرق الأوسط.
وتعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن بردّ “ملائم”، الثلاثاء، من المحتمل أن يتخذ أشكالاً عدّة، وذلك في الوقت الذي قال فيه إنه يُحمّل إيران “المسؤولية” عن تزويد الأشخاص الذين شنّوا الهجوم بالأسلحة، دون أن يوضح ما إذا كان سيستهدف مباشرة الأراضي الإيرانية، مثلما يطالب به قسم من الطبقة السياسية في واشنطن.
وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، الاثنين، أن واشنطن “لا تسعى إلى حرب مع إيران”. وبمواجهة هذه التهديدات، حرصت طهران على عدم إصدار أي تصريحات حربية، مُفسحة المجال للدبلوماسية.
ودعا وزير خارجية إيران، حسين أمير عبداللهيان، الولايات المتحدة، الأربعاء، إلى “الكفّ عن استخدام لغة التهديد”. من جهته، حذّر قائد “الحرس الثوري” الإيراني، حسين سلامي، الأربعاء، من أن إيران مستعدّة لـ”الرد” على أي هجوم. وقال: “نحن لا نريد الحرب ولكننا لا نخاف منها”.
تقليص الوجود
وأوضحت المصادر أن “إيران ليست لديها نية للانسحاب من سوريا، وهي جزء أساسي من دائرة (نفوذ) طهران”، لكنها قالت إن “إعادة التفكير تُسلّط الضوء على كيف تتكشف العواقب الإقليمية للحرب التي أشعلها هجوم حركة (حماس) على إسرائيل في السابع من تشرين الأول”.
وقال مسؤول أمني إقليمي كبير على اطلاع من جانب طهران، إن “قادة إيرانيين كباراً غادروا سوريا مع عشرات الضباط ذوي الرُّتب المتوسطة”، واصفاً ذلك بأنه تقليص لحجم الوجود.
ولم تذكر مصادر “رويترز” عدد الإيرانيين الذين غادروا، وقالت الوكالة إنها لم تتمكن من تحديد ذلك بشكل مستقلّ. كذلك، لم تتمكن “رويترز” من الاتصال بـ”الحرس الثوري”، للحصول على تعليق، كما لم تردَّ وزارة الإعلام السورية على أسئلة عبر البريد الإلكتروني بشأن هذا الموضوع.
وقالت ثلاثة من المصادر إن “الحرس الثوري” سيُدير العمليات السورية عن بُعد، بمساعدة حليفه “حزب الله”.
وقال مصدر آخر؛ وهو مسؤول إقليمي مقرَّب من إيران، إن مَن لا يزالون في سوريا غادروا مكاتبهم وأماكن إقامتهم، وابتعدوا عن الأنظار، وأضاف: “الإيرانيون لن يتخلّوا عن سوريا، لكنهم قلّلوا وجودهم وتحركاتهم إلى أقصى حد”.
وذكرت المصادر أن التغييرات لم يكن لها تأثير على العمليات حتى الآن. وفي السياق قال أحد المصادر، وهو إيراني، إن تقليص الحجم “سيساعد طهران على تجنب الانجرار إلى الحرب بين إسرائيل وغزة”. (الشرق الأوسط – رويترز)