حرص الراعي على أهل الجنوب قوبل بالتخوين.. وبـ”ألسنة السوء”
لم تمرّ عظة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مرور الكرام، بعدما نقل معاناة أبناء الكنيسة القاطنين في المنطقة الحدودية التي تشهد حربًا بين حزب الله وإسرائيل.
وقال الراعي في عظته: “يعرب لنا أهالي القرى الحدوديّة في الجنوب عن وجعهم لتخلّي الدولة عنهم وعن واجباتها ومسؤوليّاتها تجاههم. فهم بكبارهم وصغارهم يعيشون وطأة الحرب المفروضة عليهم والمرفوضة منهم إذ يعتبرون ان لا شأن للبنان واللبنانيّين بها. ويكتبون إلينا: “نعيش ضغوط الحرب النفسيّة وتسحق أعصابنا أهوال الغارات اليوميّة وأصوات القذائف المدويّة. وأطفالنا محرومون من وسائل الترفيه ولا يتلقون تعليما مدرسيًا منتظمًا إلا عن بُعْد بسبب الإقفال القسري لمدارسنا الذي فرضته الحرب الحالّية. ويتابعون: “بإمكانكم أن تتصّوروا مدى الفشل والفوضى والإخفاق والقلق الذي يترتّب على هذا الواقع المرير، وتداعياته على المستقبل التعليميّ والنفسيّ لأولدنا…ويضيفون: اسمحوا لي اقولها بالفم الملآن – ليس تخليًّا عن القضايا الوطنيّة ولا العربية ، بل انطلقًا من صدقي مع ذاتي – أرفض أن أكون وأفراد أسرتي رهائن ودروعا بشريّة وكبش محرقة لسياسات لبنانية فاشلة، ولثقافة الموت التي لم تجّر على بلادنا سوى الإنتصارات الوهميّة والهزائم المخزية. إنّنا نسمعهم وقلبنا ينزف دمًا. ونعمل كلّ ما بوسعنا لمساعدتهم بشتى الوسائل بالتعاون مع ذوي الإرادات الحسنة”..
فبدأ الجيش الإلكتروني لجمهور الممانعة حملات التخوين المعتادة، وتصدر وسم “راعي العملاء” منصة “إكس”.
وتوالت الردود استنكاراً للحملة التخوينية على الراعي بعد الحملة الأخيرة على رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، وهو ما لم يعد مستغرباً من فريق لا يتقبل الرأي الآخر ويحاول فرض رأيه على لبنان واللبنانيين بفائض قوته.
السعد: البطريرك الراعي ضمير لبنان شاء من شاء وأبى من أبى
وفي هذا الإطار، كتب النائب راجي السعد، عبر حسابه على منصة “اكس”: التهجّم على البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لا يخدم العيش المشترك ولا وحدة اللبنانيين، ومحاولة التطاول على رأس الكنيسة المارونية لن يفيد في مناصرة أي قضية خارجية. ويبقى غبطة البطريرك ضمير لبنان شاء من شاء وأبى من أبى ومجد لبنان أُعطي له.
يزبك يردّ على المتطاولين على بكركي: “ضبّوا ألسنة السوء”
وقال النائب غياث يزبك على منصة “أكس”: “إلى المتطاولين على بكركي، أنتم تعيشون في دولةٍ رُسِّمت حدودها بخَيطٍ مَنسولٍ من جبّةِ بطريرك وتتأرجحون بأمانٍ على غصن من أرزها المبارك، تحميكم قواعد الشَبْك الوطني لا قواعد الاشتباك. ضبّوا ألسِنةَ السوء قبل أن تُسقِط لبنان فتندمون. وأنتم تعلمون”.
الجبهة السياديّة من أجل لبنان: “بكركي أعلى من أن تطالها ذبابات جيوش إلكترونية بانتصارات وهميّة”
ومن جهتها، أعلنت “الجبهة السياديّة من أجل لبنان”، في بيان، أننا “تشرّفنا نهار الجمعة الفائت بزيارة صاحب النيافة والغبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، وقد ضمّ الوفد نواباً ورؤساء أحزاب وفعاليّات وقوىً من مختلف المذاهب اللبنانيّة كون صاحب الغبطة مرجعيّة وطنيّة لكل اللبنانيّين وليس لطائفته فقط.”
وأضاف البيان: “تداولنا مع غبطته في كلّ المواضيع التي أثارها في عظته البارحة وكان الرأي متفقاً على كلّ الأمور المطروحة وخاصة بالنسبة لموضوعين:
الأمر الأول: السواد الأعظم من اللبنانيّين يعتبر أنّ قرار الدخول كطرف في الحرب الدائرة في غزّة هو من صلب صلاحيات المؤسسات الدستوريّة من الحكومة الى المجلس النيابي مع التأكيد أنّ أكبر جريمة ترتكب بحقّ الدولة هي قطع رأسها عن طريق منع انتخاب رئيس للجمهوريّة.
وعليه فإنّ قرار “حزب الله” منفرداً بإدخال لبنان في حروب الآخرين تنفيذاً لأجندات “محور الممانعة” هو تَعدًّ صارخ على كرامة الوطن وعلى الشراكة مع مختلف مكوّناته وهذا لا يمكن أن يستمر الى ما لا نهاية، وهذا الوضع يجب أن ينتهي البارحة قبل اليوم، ولن يكون له أي دور بعد انتهاء النزاع الحالي في غزة.
الأمر الثاني: تخشى “الجبهة” أن يكون إقفال الدوائر العقاريّة في جبل لبنان تغطية لنقل ملكيّة الأراضي في هذه المحافظة من فئة لبنانيّة الى فئة اخرى مستغلّة الوضع الاقتصادي الكارثي الذي يعيشه المواطن اللبناني بفعل إدخال لبنان في محور الفقر والانهيارات الاقتصادية والاجتماعية التي تجبر الانسان أن يبيع ما لديه من املاك ورثها عن الأجداد من أجل الحفاظ على كرامته.
وأخيراً، بكركي والصرح البطريركي وغبطة البطريرك الراعي أعلى من أن تطالهم ذبابات وذبذبات جيوش الكترونية وغير الكترونية، جيوش بانتصارات وهميّة، فلن نعطيهم شرف الردّ عليهم.”
الدكاش: بكركي ستبقى مُتمسّكة بثقافة الحياة والأمل والعمل
وكتب النائب شوقي الدكاش على منصة “أكس”: “ليست الحملة المسعورة على البطريرك بشارة الراعي جديدة على بكركي التي كانت وستبقى أمينة على لبنان ١٠٤٥٢ كلم2 وعلى حمل هموم الناس والتمسّك بثقافة الحياة والأمل والعمل. بكركي، كما لبنان والحق والحقيقة ثوابت راسخة”.