عرب وعالم

من مقاطع الفيديو.. تحليل يكشف أنواع أسلحة حماس ومصادرها الدولية

16 كانون الثاني, 2024

بنادق قنص إيرانية، وأخرى هجومية من طراز AK-47 من الصين وروسيا، وقذائف صاروخية مصنوعة في كوريا الشمالية وبلغاريا، وصواريخ مضادة للدبابات، يقول تحليل أجرته وكالة أسوشييتدبرس إنها موجودة في غزة وتستخدمها حركة “حماس” الفلسطينية في مواجهة التوغل البري الإسرائيل في القطاع.

والتحليل الذي أجرته الوكالة لأكثر من 150 مقطع فيديو وصورة تم التقاطها خلال الأشهر الثلاثة من القتال، منذ أن شنت حماس هجومها المفاجئ على إسرائيل في 7 تشرين الاول، يكشف أن الحركة المسلحة قد جمعت ترسانة متنوعة من الأسلحة من جميع أنحاء العالم، تم تهريب كثير منها إلى القطاع رغم حصار دام 17 عاما، كان يهدف إلى وقف مثل هذا الحشد العسكري.
وقد أثبتت هذه الأسلحة أنها مميتة خلال أسابيع من حرب المدن المكثفة في غزة، حيث يتسلح مقاتلو حماس عادة بما يمكنهم حمله فقط، ويستخدمون تكتيكات الكر والفر ضد المزايا الإسرائيلية غير المتوازنة في الأسلحة والتكنولوجيا.

يبدو أن مقاطع الفيديو الدعائية التي نشرتها حماس خلال الأسابيع القليلة الماضية تظهر أن إطلاق النار على جنود إسرائيليين تم من خلال مناظير بنادق القناصة.
وقال غازي حمد، المتحدث باسم حماس، في مقابلة مع وكالة أسوشييتدبرس: “إننا نبحث في كل مكان عن الأسلحة، وعن الدعم السياسي، وعن المال”، رافضا الخوض في الحديث على وجه التحديد عن الجهة التي تقدم الأسلحة أو كيفية تسللها إلى غزة.
مصادر الأسلحة

وتمكن خبراء راجعوا الصور لوكالة أسوشييتدبرس من تحديد السمات والعلامات المميزة التي توضح مكان تصنيع العديد من الأسلحة التي يستخدمها مقاتلو حماس.

لكن مثل هذا التحليل لا يقدم دليلا على ما إذا كانت حكومات تلك البلدان قد قدمت هذه الأسلحة، أو تم شراؤها في السوق السوداء المزدهرة في الشرق الأوسط، مع إدراج الأسلحة والمكونات للبيع على وسائل التواصل الاجتماعي في البلدان التي مزقتها الحروب مثل العراق وليبيا وسوريا.

ويقول التقرير إن ما هو واضح هو أن العديد من الصور تظهر مقاتلي حماس وهم يحملون أسلحة تبدو جديدة نسبيا، وهو دليل على أن الحركة، المصنفة إرهابية على القوائم الأميركية، وجدت طرقا لإيصال الأسلحة عبر الحصار الجوي والبحري لقطاع غزة، ربما عن طريق القوارب، أو عبر الأنفاق، أو أنها كانت مخبأة في شحنات المواد الغذائية والسلع الأخرى.

وينقل التقرير عن، جينزن جونز، خبير في الأسلحة العسكرية ومدير خدمات أبحاث التسلح ومقرها أستراليا، قوله إن “معظم أسلحتهم (حماس) من أصل روسي أو صيني أو إيراني، لكن الأسلحة الكورية الشمالية، وتلك المنتجة في دول حلف وارسو السابقة موجودة أيضا في الترسانة”.
وعلى الرغم من هذا الحشد في الأسلحة لدى حماس، تحتفظ إسرائيل بميزة هائلة، من خلال الدبابات الحديثة والمدفعية وطائرات الهليكوبتر الحربية، وقوة جوية من الطائرات المقاتلة أميركية الصنع.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل أكثر من 7000 من مقاتلي حماس، مقارنة بمقتل ما لا يقل عن 510 من جنوده، الذين قتل أكثر من 330 منهم في الهجوم الأولي لحماس.
وتقول وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس إن أكثر من 23 ألف فلسطيني استشهدوا في القتال، رغم أنها لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين.
أسلحة نسختها إيران

وأظهرت الصور التي استعرضتها وكالة أسوشييتدبرس ترسانة حماس التي تضم أسلحة تتراوح بين الأسلحة الصغيرة والمدافع الرشاشة إلى صواريخ أرض جو محمولة على الكتف ومقذوفات مضادة للدبابات مصنوعة يدويا.
ومن بين أكثر هذه الأسلحة تميزا هي بندقية AM-50 “صياد” الضخمة، وهي بندقية قنص إيرانية الصنع تطلق طلقة من عيار 50 قوية بما يكفي لاختراق ما يصل إلى بوصة من الفولاذ. وقد تم رصدها سابقا في ساحات القتال في اليمن وسوريا وفي أيدي الميليشيات الشيعية في العراق.
كما شوهد مقاتلو حماس وهم يحملون مجموعة من الأسلحة التي تعود إلى الحقبة السوفييتية والتي تم نسخها وتصنيعها في إيران والصين. وهي تشمل أنواعا مختلفة من نظام 9M32 Strela الروسي التصميم، وهو نظام صاروخي محمول مضاد للطائرات.

ويقول جونز إن المقبض الموجود على إحدى قاذفات الصواريخ التي شوهد أحد المقاتلين وهو يحملها هو مميز لنوع تم تصنيعه في الصين، ويستخدمه الجيش الإيراني وحلفاؤه، بما في ذلك حزب الله في لبنان، وهي جماعة متحالفة بشكل وثيق مع حماس.
ويقول تقرير الوكالة إن الأسلحة التي عثر عليها الجيش الإسرائيلي من مقاتلي حماس تشمل على ما يبدو أنه ألغام مضادة للدبابات من طراز TC/6 إيطالية التصميم.

ومع ذلك، قال شون مورهاوس، وهو ضابط سابق في الجيش البريطاني، وخبير في التخلص من الذخائر المتفجرة، إن صناعة الأسلحة الإيرانية قامت بنسخها أيضا.
ولطالما اتهم الجيش الإسرائيلي والمسؤولون الأميركيون إيران بتوفير المال والتدريب والأسلحة لحركة حماس والمسلحين المتحالفين معها في غزة، بما في ذلك حركة الجهاد الإسلامي.
ولم يرد الممثلون الإيرانيون في الأمم المتحدة على رسائل البريد الإلكتروني الواردة من وكالة الأسوشييتدبرس حول ما إذا كانت حكومتهم قد زودت حماس بالأسلحة، بما في ذلك بنادق قنص AM-50 صياد. ومع ذلك، بعد أسبوع من طلب وكالة أسوشييتد برس التعليق، نشرت حماس مقطع فيديو يزعم أنه يظهر مسلحين في غزة يستخدمون معدات تصنيع لصنع نسخ خاصة بهم من البندقية.
التصنيع

وراجع صانع الأسلحة، دون فرالي، مقطع الفيديو الذي بث في 20 كانون الاول، وقال إنه سيكون من المستحيل تقريبا على حماس تصنيع بندقية قنص آمنة ودقيقة من عيار 50 عيارا باستخدام المعدات البدائية.

قال مسؤول عسكري إسرائيلي مطلع على ترسانة حماس إن الحركة تستخدم مجموعة من الأسلحة “الجاهزة للاستخدام” المهربة، بما في ذلك بنادق AK-47 وقذائف آر بي جي والصواريخ المضادة للطائرات، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الأسلحة محلية الصنع في كثير من الأحيان، مصنوعة من مواد يسهل الوصول إليها.
ويضيف المسؤول أنه، على سبيل المثال، تستخدم حماس المخارط لتشكيل المعادن في الصواريخ وقذائف الهاون، وتجهزها بالمتفجرات المصنعة من الأسمدة.
وتشمل الأسلحة الأخرى محلية الصنع قاذفة قادرة على إطلاق 14 صاروخا في وقت واحد، وطائرة “الزواري” بدون طيار، وهي طائرة محملة بالمتفجرات تم استخدامها لضرب أبراج المراقبة الإسرائيلية وتدمير الكاميرات في هجوم 7 تشرين الاول.
وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن “هناك صناعة عسكرية دفاعية ضخمة داخل قطاع غزة”.
وأضاف المسؤول أنه يعتقد أن معظم الأسلحة المهربة تم جلبها عبر مصر، ويسهل شراؤها بشكل عام ولا تحتاج إلى توريدها من بلد المنشأ.
أحد هذه الأسلحة التي شوهدت في أيدي مقاتلي حماس هو نسخة من الرشاشات الصينية المعروفة باسم Type 80، وهو نموذج تم نسخه أيضا من قبل الإيرانيين وأعيدت تسميته باسم PKM-T80.
ويقول، جوناثان فيرغسون، أمين الأسلحة النارية في متحف الأسلحة الملكية في إنكلترا، إنه من خلال ما استطاع رؤيته من الصور ومقاطع الفيديو، فإن نسخ البندقية المصنوعة في الصين وإيران كانت متشابهة للغاية بحيث لا يمكن تمييزها.

وتمكن فيرغسون من التعرف على قذيفة صاروخية تحمل علامات تشير إلى أنها مصنوعة في بلغاريا. وكانت وكالة أسوشيتد برس ذكرت في وقت سابق أن حماس استخدمت قذائف آر بي جي ذات شريط أحمر مميز يشير إلى أنها مصنوعة في كوريا الشمالية.
ومن بين أسلحة حماس الأكثر تطورا التي تصنعها حماس محليا، هناك نسخة من صاروخ روسي مضاد للدبابات يسمى PG-7VR، وهو مصمم خصيصا لهزيمة أنظمة الدروع التفاعلية مثل تلك المستخدمة في الدبابات القتالية الرئيسية الإسرائيلية ميركافا 3، وهذه الدبابات محصنة بصفائح مملوءة بالمتفجرات تنفجر للخارج لتعطيل المقذوفات القادمة.
وفي مقاطع فيديو دعائي نشر في أكتوبر، شوهد نشطاء ملثمون يقومون بتجميع نسخة من الصاروخ الروسي الذي أعادت حماس تسميته “الياسين 105″، تكريما لمؤسس الحركة، أحمد ياسين، الذي قتل في غارة جوية إسرائيلية عام 2004.
ونشرت حماس عدة مقاطع فيديو لمقاتلين يطلقون الصواريخ على الدبابات والناقلات الشخصية المدرعة الإسرائيلية. وعادة ما يتم قطع مقاطع الفيديو هذه بعد انفجار الرأس الحربي، مما يجعل من المستحيل التحقق بشكل مستقل مما إذا كان الهدف قد تم تدميره.
وفي تكتيك مستعار من ساحات القتال في أوكرانيا، يبدو أن حماس حصلت على أو نسخت طائرات بدون طيار إيرانية التصميم، تحمل رؤوسا حربية تنفجر عندما تصطدم بأهدافها. كما تم أيضا تكييف الطائرات بدون طيار الصينية الصنع لإسقاط المتفجرات على الدبابات والقوات. (الحرة)

شارك الخبر: