لبنان

الأجهزة الأمنية انتصرت في “رأس السنة”.. “رصاص الموت” تراجع

2 كانون الثاني, 2024

ليلة رأس السنة مرّت بسلام، وخطة الوزير مولوي لحماية المواطن والمطار نجحت، يبقى الأمل في أن يصبح المواطن أكثر وعياً وأن يتخلّى عن هذه الظاهرة الغوغائية وأن يدرك حقاً أنّ “الرصاصة تقتل”

كتبت نسرين مرعب لـ “هنا لبنان”:

“لا للرصاص الطائش”، هو العنوان الذي حمله وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي في أكثر من مناسبة، لتشكّل ليلة رأس السنة التحدّي الأكبر، فهذا الرصاص لم يعد مجرّد “فزلكة”، بل تحوّل لأداة تقترف جريمتين، الأولى قتل الأبرياء، والثانية تهديد مطار رفيق الحريري الدولي.

تجريم هذه الظاهرة ليس عبثياً، فالأرقام مخيفة فأن يتخطى عدد ضحايا الرصاص الطائش في لبنان خلال السنوات العشر الماضية الـ81 قتيلاً والـ169 جريحاً، ليس تفصيلاً، هذا الرقم كارثي، فهذه النتيجة التي أظهرتها “الدولية للمعلومات”، تؤكد فظاعة الجرم .

أما في ما يتعلّق بمطار رفيق الحريري الدولي، فقد سجّل عدد من الحوادث في عامي 2022- 2023، والسبب كان الرصاص الذي يطلق في الهواء حزناً أو ابتهاجاً.

ففي شهر تشرين الثاني من العام 2022، اخترقت رصاصة طائشة إحدى الطائرات أثناء هبوطها في المطار، وفي بداية العام 2023 أصيبت طائرتان بالرصاص الطائش كما أصيب هاتف يعود لأحد المواطنين وذلك أثناء مغادرته المطار.

وفي آذار 2023، كادت تحلّ كارثة على طائرة مدنية إثر اشتباك بين عائلتين في الضاحية الجنوبية استخدمت فيه أسلحة متنوعة.

مولوي الذي رفض أن يكون المطار في خطر كما المواطن، أطلق خطة أمنية في الأعياد هدفها الأوّل والأخير هو تمرير هاتين المناسبتين دون أي خسائر، وهذه الخطة قد سجّلت نجاحاً ملحوظاً هذا العام، إذ رصد مواطنون تراجعاً كبيراً في ظاهرة إطلاق الرصاص العشوائي، كما شهدت الطرقات أمناً وأماناً إذ لم يسجّل أي حادث يذكر وذلك بجهود الأجهزة الأمنية والعسكرية كافة، وعلى رأسها جهاز قوى الأمن الداخلي الذي يديره اللواء عماد عثمان.

ناديا، وهي ابنة بيروت، تؤكد لـ”هنا لبنان”، أنّ هذا العام سجّل تراجعاً، ولكنّها لا تعوّل على وعي المواطن، إذ تعيد هذا التراجع لسببين، الأوّل هو الانتشار الأمني الواسع والدعوات المتكررة لعدم إطلاق النار والتأكيد على التجريم والمحاسبة، والثاني هو الأزمة الاقتصادية، حيث أنّ ثمن الرصاصة هو “4$” ما يجعل لقمة العيش أولوية.

إلى ذلك، تتمنى ناديا أن ينسحب هذا التراجع على كل المناسبات، وأن تبقى القوى الأمنية على جهوزيتها في مواجهة كل هذه الظواهر التي يذهب ضحيتها مواطنون أبرياء.

كما بيروت كانت طرابلس، فقبل إنطلاق رأس السنة بساعات كانت العديد من العائلات تتحضّر للعودة إلى المنزل قبل منتصف الليل خوفاً من جنون الرصاص، ولكن كانت للساعة 12 كلمة أخرى، فأصوات الرصاص لم تدوِّ في المدينة كما كل عام ولم تشتعل سماء شمال لبنان كما جرت العادة.

ربيع الذي يسكن في ضواحي المدينة، يؤكد لـ”هنا لبنان” أنّ القلق كان يسيطر على أقربائه الذين اجتمعوا في منزله لقضاء ليلة العيد، مضيفاً: “الكل فلّ قبل نص الليل خوفاً من الرصاص”.

ويتابع ربيع موضحاً أنّ ما حصل كان مفاجئاً فإطلاق الرصاص كان “خفيفاً”.

أما عن السبب فهو وفق ابن طرابلس الأجهزة الأمنية، التي انتشرت في المدينة منذ صباح الأحد استجابة لتوجيهات مولوي، مشيراً في السياق نفسه أنّ التهديد بالمحاسبة والتجريم مع هذا الانتشار جميعها عوامل دفعت الطائشين للتردّد قبل إشهار سلاحهم ورشق الرصاص الذي يقتل الأبرياء.

إذاً، ليلة رأس السنة مرّت بسلام، وخطة الوزير مولوي لحماية المواطن والمطار نجحت، يبقى الأمل في أن يصبح المواطن أكثر وعياً وأن يتخلّى عن هذه الظاهرة الغوغائية وأن يدرك حقاً أنّ “الرصاصة تقتل”.

المصدر: نسرين مرعب – موقع “هنا لبنان”

شارك الخبر: