تحريك الملفّ الرئاسي مطلع العام المقبل… هل نصل إلى الخواتيم؟
كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”:
يفترض ان يتحرك الملف الرئاسي مع مطلع العام المقبل، بعد الجمود الذي اصابه منذ جلسة الانتخاب الاخيرة التي عقدت في حزيران الفائت، ثم الشلل التام مع بدء عملية طوفان الاقصى مطلع تشرين الاول وما رافقها من حرب ما زالت مستمرة دون اي افق للحل.
وتفيد مصادر واسعة الاطلاع ان تحريك الملف لا يعني الوصول الى الخواتيم المرجوة، لان المعالجة الفعلية لا بد من ان تكون اقليمية، وهي بالتالي ستحدد موازين القوى للمرحلة المقبلة، علما ان اي معالجات فعلية لن تنطلق قبل الوصول الى اتفاق وقف اطلاق النار في غزة.
اما على المستوى الداخلي، فرجحت المصادر أن يبقى حزب الله، لاعبا اساسيا على أكثر من مستوى ولا سيما تلك المتعلقة بالاستحقاقات، بغض النظر عن الطرف الذي سيخرج خاسرا او رابحا من حرب غزة، مشيرة الى ان الحزب يفكر بطريقة استراتيجية للسنوات المقبلة، لكنه لن يحدد خياراته قبل ان تنتهي الحرب في غزة، ويتضح من سيجلس الى طاولة المفاوضات وما هي الطروحات وما هي الاولويات، وبالتالي الامور ما زالت معقدة جدا، ولا يمكن الحديث عن انفراجات فعلية سريعا.
وماذا عن الدعم الخارجي الذي ادى الى التمديد لقائد الجيش جوزاف عون؟ اجاب المصدر: التقاطع المتعدد الاطراف الذي سمح بالتمديد لا ينطبق على الاستحقاق الرئاسي، فحزب الله الذي وافق ولم يشارك بالتشريع ما زال متمسكا بمرشحه سليمان فرنجية حتى اشعار آخر، كما ان الظروف الاقليمية هي التي ستحدد الخيارات المقبلة.
واضافت: صحيح ان التمديد لعون لا يعني ان حظوظه الرئاسية قد ارتفعت، لان المومنتم الذي ادى لانعقاد الجلسة التشريعة كان نتيجة للضغط من قبل اللجنة الخماسية المعنية بالملف الرئاسي (التي تضم ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر) كان بشأن هذا البند حصرا، في وقت لم تتوحد فيه بعد مواقف تلك الدول بشأن الاستحقاق الرئاسي. لكن ايضا لا بد من الاشارة الى ان التركيز على تطبيق القرار 1701 والاوضاع الامنية المستجدة تقدم دور الجيش او الدور الامني العسكري على ما سوى ذلك من اعتبارات.
وفي هذا السياق، رأت المصادر ان القوات اللبنانية قد تجد ان الفرصة مؤاتية للانسحاب من “الاتفاق الضمني” الذي حصل مع التيار الوطني الحر حول ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور، لا سيما وان التيار لا يفوت مناسبة الا ويشن فيها الهجوم على اخصامه وفي مقدمهم القوات.
وهنا اشارت المصادر الى ان القوات لن تكون بعيدة عن خيار قائد الجيش، علما ان الدكتور سمير جعجع في تصريح له في تموز الفائت قال انه يدعم قائد الجيش لرئاسة الجمهورية، “إذا تبين أن حظوظه متقدمة”، كما في الاطار عينه، لا يمكن النكران ان عون ابقى “قبة ابط” معينة لحزب الله سمحت له بالتحرك ونقل السلاح وحرية الحركة في الجنوب، بمعنى انه في حال تبين ان حظوظ عون متقدمة قد يكون موقف الحزب من الانتخاب مماثلا لموقفه من التمديد اي يوافق دون ان يشارك.
وختمت المصادر: على الرغم من التوتر والتصعيد جنوبا لا احد يريد بلبلة في لبنان لا سيما على مستوى الجيش.