ظهر واشتهر وأثار الرعب ثم اختفى.. عالم الزلازل الهولندي وأبرز تنبؤاته خلال عام
بزغ ولمع مثل النجوم مطلع عام 2023، بالرغم من أن اسمه ارتبط دائماً بالكوارث. إنه عالم الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس الذي شغل العالم طيلة عام 2023، قبل أن يقرر الاختفاء طواعية مع نهاية العام.
فاسمه لوحده كان كفيلاً بإثارة الرعب بسبب توقعاته الخاصة بالزلازل والتي تحققت في كثير من الأحيان، ما أثار حوله علامات استفهام كثيرة، فلقبه البعض بـ”الدجال”، إلا أنه أصر على نظريته التي تربط حركة الكواكب وعلاقتها بالأرض وبالأنشطة الزلزالية التى تضربها، وهو ما أسماها “هندسة الكواكب” وعلاقتها بالكرة الأرضية.
بدأ اسمه يلمع مع الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا في فبراير الماضي، وأدى إلى مقتل أكثر من 50 ألف شخص. واشتهر حين قال إنه تنبأ بذلك الزلزال قبل وقوعه بثلاثة أيام.
وانطلقت نجوميته وحلقت في السماء منذ وقتها؛ فأخد يتوقع ويتنبأ بالزلازل، صغيرها وكبيرها، على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، مرجعا تلك الأنشطة إلى اقترانات الكواكب وحركتها.
وتوقع هوغربيتس كذلك زلزال المغرب في سبتمبر الماضي الذي أودى بحياة 3 آلاف شخص. كما توقع عدة زلازل متزامنة هزت الأرض خلال الشهور والأسابيع الماضية، وكان قد حذر منها مسبقا.
وانتشرت تحذيرات هوغربيتس مثل النار في الهشيم، وتناقلتها المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي بكثافة.
وكذلك الزلزال العنيف الذي ضرب النيبال مطلع شهر نوفمبر بقوة 5.6 درجات، والذي تسبب أيضا بعدد من الوفيات والتلفيات المادية الكبيرة، كان هوغربيتس قد توقع قبلها بـ”أسبوع مثير للاهتمام”، حيث حذر من إمكانية حدوث أنشطة زلزالية تتخطى الـ6 درجات بسبب الاقترانات الكوكبية المثيرة، التي كانت تؤثر على قشرة الأرض في ذلك الوقت. وبالفعل ومباشرة قبل زلزال النيبال، ضرب زلزال عنيف اليونان وقبلها آخر في إندونيسيا. وتزامنت تلك الزلازل مع الأسبوع “المثير للاهتمام” الذي أشار إليه العالم الهولندي.
وفي الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر، وبعد ساعات من تحذير أطلقه عالم الزلازل الهولندي المثير للجدل، ضرب زلزال بقوة 6.3 درجة أفغانستان، متسببا بعدد من الوفيات والتلفيات المادية الكبيرة.
ومنذ 5 تشرين الثاني؛ توقف هوغربيتس عن التغريد أو نشر أي نشرات فلكية أو توقعات بأنشطة زلزالية؛ بالرغم من تعرض الكرة الأرضية منذ تلك الوقت لهزات قوية بأماكن مختلفة؛ أبرزها زلزال الفلبين في مطلع شهر ديسمبر والذي بلغت قوته 7.6 درجة على مقياس ريختر، وكذلك الزلزال الذي ضرب الصين الأسبوع الماضي والذي بلغت شدته 6.2 درجة وتسبب في عدد كبير من الوفيات والتلفيات المادية.
وكان آخر ظهور للعالم الهولندي على منصة “إكس” (تويتر سابقا) من خلال تغريدة عن فلسطين ذكر فيها متابعيه بالنكبة الفلسطينية؛ وقال فيها إنه “في عام 1948، تم تهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني قسراً من أراضيهم”.
ونشر هوغربيتس نفس المحتوى على حسابه في “فيسبوك”، ولم ينشر شيئاً فيما بعد.
إلا أنه قبلها بثلاثة أيام، نشر تغريدة وثبتها أعلى حسابه في “إكس” وكذلك حساب SSGEOS، قال فيها إنه “يجب على العالم أجمع أن يتوقف ويطالب بوضع حد للإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان غزة”. وأضاف أنه “لا فائدة من أن نقوم بالتنبؤ بالزلازل بينما تستمر هذه المجزرة. نحن نحاول إنقاذ الأرواح بينما يُقتل الآلاف من الناس، ولذلك قررنا إيقاف خدماتنا في الوقت الحالي”.