انسداد أفق الحلول الديبلوماسية.. والضوء الأخضر الأميركي لا يزال مشتعلاً!
في ظلّ انسداد الأفق الواضح للحلول الديبلوماسية حول قطاع غزّة والتي من شأنها أن تدفع باتجاه وقف إطلاق النار في المدى المنظور، باتت المنطقة فعلياً على كفّ عفريت في ظلّ استمرار الوحشية الاسرائيلية التي تسيطر على المشهد في القطاع وتواصل الهجمات الجنونية في مختلف المناطق.
تقول مصادر سياسية مطلّعة إن الأسابيع القليلة المُقبلة ستكون حاسمة لجهة وقف إطلاق النار، خصوصاً أن تلّ أبيب تواجه صعوبة جديّة في تحقيق أهدافها العسكرية، وعليه فإن عملية وقف إطلاق النار قد تتحقّق تدريجياً بعد ضغوط شكلية ستقوم بها واشنطن بعد استنفاد الوقت بشكل كامل والذهاب نحو حلّ يحفظ ماء وجه الكيان المُحتلّ.
وتضيف المصادر أنه وفي حال لم يتحقّق هذا السيناريو وبقيت اسرائيل تمتلك ما يمكن وصفه بالضوء الأخضر الاميركي لاستخدام فائض القوة في القطاع ورفضت الاستجابة لدعوات وقف اطلاق النار واستمرت خطط تدمير قطاع غزة المحاصر وسط شلل تام في موقف المجتمع الدولي، فهذا يعني أن الأمور ستخرج عن السيطرة، لأن واقع غزّة لن يكون في ذلك الحين قابلاً للتحمّل وسنكون بحسب المصادر قد وصلنا الى نقطة اللاعودة.
وترى المصادر أنه على المستوى الاستراتيجي لا يمكن الاستمرار بالسّماح بتدمير قطاع غزّة بالكامل، فبالرغم من الدمار الكبير الحاصل، فإن انتقال الفلسطينيين اليوم الى مناطق مختلفة من القطاع لا يزال أمراً ممكناً، أما في حال استمرّت عملية التدمير المُمنهجة والتي تستهدف تحديداً الأماكن السكنية المأهولة بالسكّان أو الفارغة توحي بأن تحويل غزّة الى قطاع غير قابل للحياة تحت حجة القضاء على حماس بات الهدف الاستراتيجي الاسرائيلي.
من جهة أخرى، فإن استمرار الدعم الاميركي غير المشروط للكيان المُحتلّ من شأنه، وفق المصادر، أن يُحمّس قوات الاحتلال لتوجيه ضربات باتجاه الجنوب اللبناني لا يمكن السكوت عنها، وحينها سيصبح “حزب الله” مضطراً للردّ بضربات كبرى للحفاظ على معادلة الرّدع، الامر الذي قد يؤدي بدوره الى توسّع رقعة المعركة بشكل كبير وتدحرجها نحو حرب مفتوحة.
ثمة سيناريو جدّي مطروح على الطاولة لم تتضح خيوطه بعد، في ظلّ هذه الحرب الفريدة من نوعها لجهة إستخدام العنف والضوء الاخضر الذي تمنحه الولايات المتحدة الاميركية وبعض الدول الغربية لاسرائيل من أجل دعمها في محاولة تحقيق أهدافها بأسرع وقت ممكن، وذلك قبل اعلان مرحلة وقف إطلاق النار وتكريسه للانتقال الى مرحلة ما بعد الحرب والبحث في المشهد الكامل الذي سيحكم غزة.