قاتل صامتٌ” يهدّد اللبنانيين… جريمة بتوقيع إسرائيل
كتب نادر حجاز في موقع mtv:
ترتكب إسرائيل جريمة موصوفة بحق اللبنانيين في المناطق التي تقوم بقصفها في الجنوب، من خلال القنابل الفوسفورية التي ترميها على المناطق الحرجية وحرق مساحات شاسعة من الأشجار، ولم توفّر المناطق السكنية التي قصفتها بالفوسفور في الأيام الأخيرة مهددة حياة الناس ومعرّضة سلامتهم وصحتهم للخطر.
تُعتَبر القنابل الفوسفورية خطيرة جداً، وهي أشبه بقاتل صامت نظراً لتأثيراته الكبيرة على الصحة والغذاء والبيئة من خلال الترسّبات التي تبقى لفترات طويلة لا سيما في المياه والأسماك وسواها. ويشير رئيس المركز الوطني لجودة الدواء والغذاء الدكتور نزيه بو شاهين، في حديث لموقع mtv، إلى أن “الفوسفور الأبيض هو عبارة عن مادة صلبة شمعية قد يؤدي التعرض لها إلى حروق وتهيّج أو تلف في الكبد أو الكلى أو القلب أو الرئة أو العظام، كما قد يؤدي إلى الموت”.
“في الماضي استُخدمت كميات صغيرة من الفوسفور الأبيض في صناعة المبيدات الحشرية والألعاب النارية”، كما يوضح بو شاهين، في إشارة واضحة إلى مدى خطورتها، وهي مادة سامّة تتفاعل مع الأوكسجين بسرعة مما يجعلها سهلة الاحتراق في درجات الحرارة الأعلى من درجة حرارة الغرفة بمقدار ١٠ إلى ١٥ درجة.
وأمام خطورة هذه المادة التي باتت تُرمى على البشر في حروب إسرائيل، كان من الطبيعي السؤال عمّا يحدث عند انتشار الفوسفور في البيئة.
للأسف الجواب مقلق، لأنه عند انتشار الفوسفور يمكن العثور عليه لاحقاً في المياه وفي الترسبات السفلية للأنهار والبحيرات الموجودة بالمحيط، ويمكن أن يتفاعل مع الأوكسجين في الماء خلال ساعات أو أيام.
وأما الأخطر فهو أن الفوسفور يمكن أن يتراكم في أجسام الأسماك التي تعيش في الجداول والبحيرات الملوّثة بهذه المادة، وأن يبقى على حاله لسنوات عدة في حال تواجده في التربة العميقة أو الرواسب التي تحتوي على كميات ضئيلة من الأوكسجين.
وينبّه بو شاهين الى أن جسم الإنسان يمكن أن يمتص هذه المادة عن طريق استنشاق هواء ملوث بالفوسفور، أو ملامسة تربة ملوّثة بها، أو الشرب من مياه ملوّثة بالفوسفور أو السباحة فيها، أو تناول أسماك أو طيور ملوّثة من مواقع تحتوي على الفوسفور.
وحول كيفية تأثيره على صحة الانسان، أوضح بو شاهين أن الأمر رهن الفترة الزمنية التي تم خلالها التعرّض للفوسفور، حيث أن الآثار الحادة تظهر عند التعرّض إلى مستويات عالية لفترة وجيزة عن طريق الابتلاع أو الاستنشاق أو الجلد أو العينين، ويظهر أثر الابتلاع على ثلاث مراحل، أشدّها المرحلة الأولى، وهي التي تكون بعد دقائق إلى ثماني ساعات بعد التعرّض للفوسفور، وفي هذه المرحلة تظهر التأثيرات على الجهاز الهضمي. وقد تكون الآثار في هذه المرحلة شديدة إلى درجة أن تؤدي إلى الوفاة خلال ٢٤ إلى ٤٨ ساعة.
المرحلة الثانية وهي خالية من الأعراض وتستمر لمدة ثماني ساعات إلى حوالى يومين، أما المرحلة الثالثة فتتسم بتراجع متسارع للحالة حيث يحدث فيها فشل في أعضاء عدّة في الجسم، وقد تبدأ هذه المرحلة بعد ٤ إلى ٨ أيام من بدء المرحلة الثانية، وتحدث فيها تأثيرات شديدة على الجهاز الهضمي كالقيء وتشنجات وآلام في البطن، وعلى الكلى والكبد والقلب والأوعية الدموية والجهاز العصبي المركزي، وقد تنتهي هذه المرحلة بالوفاة.
هذه بعض الأخطار التي يسببها الفوسفور على الانسان، والتي تصل الى حد التسبب بإعاقات وأمراض مزمنة، ما يستدعي الحذر الشديد وعدم الخروج من المنازل أثناء القصف تجنباً للتعرّض لها وتنشقّها. ورغم أن الشكاوى لم تنفع يوماً بحق إسرائيل، إلا ان استخدامها لهذه المادة السامة والقاتلة والمحرّمة دولياً، يستدعي تحرّكاً رسمياً من لبنان تجاه المنظمات الدولية المعنية وتجاه الأمم المتحدة.