تقرير لـ”Responsible Statecraft”:كيف سيبدو الغزو الإسرائيلي لغزة؟
بدأ التوغل الإسرائيلي في غزة، ولكن من غير المؤكد بعد مدى تقدمه. إن هذا التوغل يُعيد إلى الذاكرة أن الحرب، وخاصة القتال في المناطق الحضرية، هي في الواقع جحيم. إذًا كيف سيبدو هذا الغزو البري فعليًا على المستوى التكتيكي؟
وبحسب موقع “Responsible Statecraft” الأميركي، “تُعتبر مساحة غزة صغيرة نسبياً لإجراء عملية عسكرية واسعة النطاق، لا سيما وأن معظم المدفعية الحديثة تستطيع إطلاق النار على طول القطاع تقريبًا، كما ويمكن لطائرات F-16 الإسرائيلية أن تحلق على طول القطاع في أقل من ثلاث دقائق. إلا أن الطبيعة الحضرية لساحة المعركة تجعل الأمور أكثر سوءاً. في الواقع، إن هذه المساحة تعج بالمباني، وكل مبنى منها يوفر غطاءً للمقاتلين، وبالتالي لا يستطيع الجيش الإسرائيلي إجراء مناورة حربية في ساحة المعركة هذه. سوف تكون قوات الجيش الإسرائيلي معرضة لنيران المقاتلين وسوف يتكبد الإسرائيليون خسائر كبيرة. وفي الحقيقة، لقد تكبدوا ذلك بالفعل، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز”.
وتابع الموقع، “تشكل المناطق الحضرية مشاكل تكتيكية صعبة، أما تلك المحصنة فمشاكلها التكتيكية أسوأ. على مدى العقد الماضي، قامت حماس ببناء وتطوير أنفاق محصنة ومتصلة حرفيا عبر القطاع بأكمله، وخاصة في قطاع غزة، وتستخدم الحركة هذه الانفاق للقيادة والسيطرة، والحركة، والخدمات اللوجستية، والمأوى، وكوسيلة “للخروج من القطاع” ونصب كمين للعدو. وتشكل المناطق الحضرية المحصنة ذات الكثافة السكانية الكبيرة أكبر التحديات، وستجري غالبية المعارك في مدينة غزة التي تتمتع بكثافة سكانية أكبر من نيويورك أو شيكاغو أو بوسطن أو فيلادلفيا أو سان فرانسيسكو. فهناك أكثر من مليوني شخص يعيشون في منطقة تبلغ مساحتها ضعف مساحة واشنطن العاصمة تقريبًا، وهذا يعني أن المدنيين موجودون في كل مكان، وحتى لو انتقل نصف السكان إلى الجنوب، فإن ذلك سيسبب للإسرائيليين مشاكل استهداف هائلة”.
وأضاف الموقع، “بالإضافة إلى ذلك، تشكل المنطقة المكتظة بالسكان مشكلة بالنسبة للجيش الإسرائيلي خاصة في ما يتعلق بتحديد الأهداف، فحماس تتعمد الاندماج مع السكان المدنيين.
خلاصة القول، إن ساحة المعركة تساعد حماس وتعرقل الإسرائيليين، ففي حرب المدن، يتمتع المدافع، في هذه الحالة حماس، بالأفضلية، وسوف تستخدم الحركة التضاريس الحضرية لإحداث خسائر فادحة في صفوف الإسرائيليين، وسوف تجعل من كل مبنى حصنًا ومن كل زاوية في الشارع موقعًا لكمين”.
وتابع الموقع، “على الرغم من أنهم قد لا يستخدمون أسلحة “جافلين” المضادة للدبابات، إلا أن أسلحتهم ستكون أكثر من كافية لتعطيل دبابة على الأقل والتسبب في وقوع إصابات. ومن المرجح أن يختلط مقاتلو حماس بالسكان المدنيين عن قصد أو عن غير قصد، وفي الواقع هذا الأمر جيد بالنسبة لهم، فهم يعلمون أن العالم يراقب ما يقوم به الإسرائيليون ويعتمدون على الضغوط لحملهم على التوقف. إذاً، هذه الحرب وجودية بالنسبة للحركة وستستخدم أي وسيلة لتحقيق النصر”.
كيف سيقاتل الإسرائيليون؟
بحسب الموقع، “من المتوقع أن يحدد الجيش الإسرائيلي مواقع مقاتلي حماس ومن ثم تندلع الاشتباكات بين الطرفين. سيحاول الطرف الإسرائيلي الخروج من هذا الامر دون أن يتكبد خسائر كبيرة. للعثور على مقاتلي حماس، سيستخدم الإسرائيليون مجموعة متنوعة من المصادر، من المسح المغناطيسي للهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر وحتى أجهزة الراديو، إلى الاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعي، وصولاً إلى الطائرات المسيّرة، والطائرات المأهولة، وفرق الاستطلاع البشرية. وتسمى هذه العملية بالتحضير الاستخباراتي لساحة المعركة، وهذا ما كان الإسرائيليون يقومون به منذ بدء الأعمال العدائية”.
وتابع الموقع، “بطبيعة الحال، ما سبق ذكره لا يتوافق والتوغل البري. فمع اقتراب الدبابات والمشاة الإسرائيلية من مواقع حماس، ستتحول الاشتباكات التي كان من المفترض أن تدور بين الجانبين إلى مجرد رد على إطلاق النار. إن دراسة التضاريس شيء ومعرفة من يطلق النار شيء آخر. لذلك، إن الخيار الأفضل للقوات الإسرائيلية لتحقيق أهدافها (تدمير حماس والحد من الخسائر في صفوف الجيش) هو الضرب بقوة عندما تكون أهدافهم معروفة”.