باسيل يحسم تموضعه.. تحضيرا للمرحلة المقبلة
أنهى رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل جولته السياسية التي أعلن انها كانت تهدف الى تمتين الوحدة الوطنية في ظل التوترات الامنية والعسكرية التي تسيطر على المشهد العام في لبنان والمنطقة، لكن باسيل يدرك والقوى السياسية التي إلتقاها أيضا، أن الرجل لديه أهداف اخرى وإضافية مرتبطة بالمسار السياسي الذي سيلي إنتهاء المعركة العسكرية سواء توسعت أم بقيت ضمن حجمها الحالي.
يدرك باسيل أن “حزب الله” سوف ينتصر في المعركة التي دخلها، سواء توسعت الحرب ام لم تتوسع، فالافق الميداني لاسرائيل ضيق للغاية وتحقيق انتصار فعلي ليس أمراً واردا الا في حال حصول تحولات كبرى في المشهد الاقليمي والدولي، وعليه فإن اكتفاء تل ابيب بالمجازر التي قامت بها من دون القيام بأي إنجاز عسكري وميداني يعني أن المحور المتحالف مع المقاومة الفلسطينية سيتقدم سياسيا في المنطقة.
اما في حال اصرت اسرائيل على السيطرة او التقدم الكبير في قطاع غزة وقررت دفع اثمان لتحقيق ذلك، فهذا الامر سيدخل “حزب الله” في المعركة بشكل جدي، وسيكون هناك ارتدادات فعلية على الداخل اللبناني خصوصا اذا تمكن الحزب من تحقيق انجازات فعلية، وعليه فإن باسيل يرغب بأن يكون جزءاً من الفريق المنتصر، وهو بالأصل كان يبحث عن لحظة لاعادة تحسين علاقته بالحزب.
وتعتقد المصادر ان باسيل لديه قناعة بأن “حزب الله” سيتمكن من إيصال مرشحه لرئاسة الجمهورية بعد المعركة الحاصلة اليوم وهو لأجل ذلك يرغب بأن يكون احد صناع ورعاة التسوية المقبلة وليس في وارد البقاء على الهامش، اولا للحصول على مكاسب سياسية داخلية ترافقه خلال العهد المقبل وثانيا ليكون أحد المرشحين البارزين الذين سيدعمهم الحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وبحسب المصادر فإن جولات باسيل كسرت الجليد مع كل حلفاء “حزب الله” الذين يشكلون القاعدة الاساسية للخصومة مع “التيار الوطني الحر” وهذا يعني أن الرجل يقوم بخطوات جدية لتمهيد الطريق أمام تسويات متكاملة يكون تياره جزءاً منها ولا تزعج “الحزب”خصوصا اذا كانت ضمن تفاهم حقيقي مع حلفائه، ولعل تصريح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من ان هناك تطابقا بينه وبين باسيل بشأن غالبية القضايا المطروحة، دليل كاف على المسار المتوقع لعلاقة الطرفين.
وتشير المصادر الى ان حراك باسيل لن ينتهي، بل على عكس من ذلك، اذ ان رئيس “التيار” سيواكب بشكل حاسم التطورات العسكرية، اضافة الى قيامه بخطوات جدية على الصعيد الحزب الداخلي لاعداد الارضية الشعبية واللوجستية لمساندة المهجرين في حال ذهبت الامور نحو حرب شاملة، لذلك فقد حسم الرجل تموضعه بشكل نهائي بعد اشهر من التمايز والخلاف مع “حزب الله” وأمينه العام السيد حسن نصرالله..