هل طلبت أميركا فعلاً تأجيل اجتياح غزة؟ d
مع تناقص مهلة الـ 24 ساعة التي منحتها إسرائيل أمس لسكان شمال غزة من أجل إخلاء منازلهم، والتوجه جنوباً، في إشارة إلى احتمال تنفيذ اجتياح بري، أفادت مصادر غربية بأن أميركا طالبت بتأجيل العملية.
وأوضحت تلك المصادر أن واشنطن، التي أوفدت وزير خارجيتها أنتوني بلينكن، أمس، إلى إسرائيل، طلبت من تل أبيب تأجيل أي خطة للغزو ريثما يتم فتح ممر إنساني آمن من غزة نحو مصر، عبر معبر رفح، وفق ما نقلت قناة “فوكس نيوز” وصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، اليوم السبت.
إلا أن مسؤولاً رفيعاً في وزارة الخارجية الأميركية نفى تلك المعلومات.
وقال في مقابلة مع شبكة NBC الأميركية، اليوم السبت، إن الولايات المتحدة لم تحث إسرائيل على تأجيل عمليتها البرية.
كما أضاف أن بلاده تعتقد أن إسرائيل تحاول تقليل الضرر الذي قد يلحق بالمدنيين إلى الحد الأدنى، ولكن بالنظر إلى استمرار الهجمات الصاروخية من غزة منذ أسبوع، فإن لدى إسرائيل حاجة وحقا وواجبا للرد وفقا للطريق التي تعتبرها ضرورية.
أتى ذلك، بعدما أعلن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، أمس، أن بلاده تسعى إلى فتح ممر آمن عبر معبر رفح نحو مصر لخروج المواطنين الأميركيين والأجانب، كما تركز على إنشاء مناطق آمنة في غزة بالتنسيق مع المنظمات الدولية ودول أخرى، لكنه أقر بأن العمل لا يزال جاريا على التفاصيل.
رفض مصري
إلا أن فتح هذا الممر الآمن يتوقف على موافقة مصر التي تصر على إدخال المساعدات أولا إلى قطاع غزة المحاصر، رافضة تهجير سكانه وتفريغه.
وقال المسؤول الرفيع إن المناقشات الأميركية مع القاهرة ركزت على المواطنين الأميركيين وغيرهم من الرعايا الأجانب، لكنها لم تتضمن نفس المساعي بالنسبة للفلسطينيين.
أتى ذلك، بعدما حث الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، في إنذار عاجل “كافة سكان شمال غزة على إخلاء منازلهم والتوجه جنوباً، وعدم العودة قبل إبلاغهم”.
في حين حذرت مصر، الدولة العربية الوحيدة التي لها حدود مشتركة مع غزة، والأردن، المتاخمة للضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، من إجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم.
وعكست تلك المخاوف العربية العميقة الجذور من أن الحرب الدائرة في الوقت الراهن بين إسرائيل وحماس في غزة قد تؤدي إلى موجة جديدة من النزوح الدائم من الأراضي التي يريد الفلسطينيون بناء دولتهم المستقبلية عليها.