نازحون سوريون يستغلون أحداث الجنوب ويتسلّلون إلى إحدى القرى الحدودية!
عمدت مجموعة كبيرة من النازحين السوريين إلى دخول بلدة رميش بالقوّة، على الرغم من خطر القذائف والصواريخ، علمًا أنّ السوريين أتوا في الأساس إلى لبنان وإلى الجنوب هرباً من الحرب في بلادهم!
كتبت بشرى الوجه:
فيما ترزح البلدات الجنوبية الحدودية تحت نيران القصف منذ يوم الإثنين، سجّلت حادثة “غريبة” في بلدة رميش، حيث عمدت مجموعة كبيرة من النازحين السوريين إلى دخول البلدة بالقوّة، على الرغم من خطر القذائف والصواريخ، علمًا أنّ السوريين أتوا في الأساس إلى لبنان وإلى الجنوب هرباً من الحرب في بلادهم!
هذا الأمر أكّده رئيس بلديّة رميش ميلاد العلم لـ “هنا لبنان”، إذ أوضح أنّ “يوم الإثنين وأثناء القصف على رميش، حاول عدد كبير من النازحين الدخول إلى البلدة وهم يحملون بأيديهم العصي والحجارة، في عملية نزوح عكسية، وفي الوقت الذي كان قد نزح فيه العديد من أبناء رميش نحو صور وبيروت، بحثًا عن أماكن أكثر أمانًا”.
وبحسب العلم، فإنّ “هؤلاء كانوا قد أتوا من بلدة عيتا الشعب، علمًا أنّها لم تكن تتعرّض للقصف، الأمر الذي أثار الاستغراب والتساؤل حول أهدافهم وأسباب قدومهم في ظل هذه الأوضاع، مثل السرقة والسيطرة على المنازل الفارغة، لذا قامت شرطة البلدية وأبناء القرية الذين كانوا لا يزالون موجودين بإرجاعهم من حيث أتوا”.
وحول متابعة القوى الأمنية للمسألة التي يجب البحث في خلفياتها، أكّد العلم أنّ “الجيش اللبناني تواصل معنا لمعرفة ما الذي حصل، ومن المفترض أن يُتابع الموضوع”، مشيرًا إلى أنّ “بلدية عيتا الشعب قامت بترحيلهم يوم أمس الخميس”.
وتعليقًا على الموضوع، حذّر الباحث محمود الجباعي، عبر مواقع التواصل الإجتماعي، من خطورة ما حصل في رميش، حيث أنّ هذا الأمر يدعو إلى القلق ومراقبة حركة النازحين بكثافة ومعرفة الأسباب والأهداف وراء هذا العمل الغريب.
وأوضح الجباعي لـ “هنا لبنان”، أنّ قيادتي الجيش اللبناني و”حزب الله” تواصلتا معه لمعرفة حقيقة الأمر، “غير أنّني لا أملك معطيات أكثر من محاولة دخول حوالي 500 نازح إلى رميش، ولكنّ ما نعلمه جميعًا أنّ النازحين هم أكثر من اللبنانيين في الجنوب، الأمر الذي يدعو إلى القلق من دخولهم إلى بيوتنا في ظل الأوضاع الراهنة”.
ولمعرفة ما إن حاول نازحون دخول قرى حدودية أخرى تعرّضت إلى القصف، تواصل “هنا لبنان” مع رئيس بلدية علما الشعب جان غفري الذي أكّد أن “أهل عيتا الشعب قاموا بترحيل السوريين، فيما قال أن علما لم تشهد ما شهدته ورميش، وهي في الأصل لا يتواجد فيها أكثر من 20 سوريًّا، فبلداتنا صغيرة ولا تستطيع استيعاب أعداد كبيرة”.
ولفت غفري إلى أنّ “أهالي علما الشعب نزحوا ولم يبقَ سوى 60 شخصًا تقريباً، وهولاء وإلى جانب بلديّة علما الشعب حذرون من حدوث هكذا أمور في ظل غياب أهل البلدة”، مؤكّدًا “أنّنا وفي حال واجهنا مثل هذه الحادثة سنضطر إلى الرجوع إلى قريتنا التي لا نتخلّى عنها”.
أمّا بلدات يارين والظهيرة والبستان ومروحين، التي واجهت القصف الأعنف يومي الثلاثاء والأربعاء، فنزح معظم أبنائها نحو المدن، ولكن القلّة الذين لا يزالون في منازلهم أكّدوا لـ”هنا لبنان” عدم دخول نازحين جدد خلال الاشتباكات، غير أنّ هذه البلدات الحدودية باتت تضم عدداً كبيراً من النازحين خلال السنوات الأخيرة، الذين بقوا فيها.
ولا يخفي عدد من أهالي هذه البلدات الذين نزحوا إلى صور تخوّفهم من استغلال البعض غيابهم، وتعرّض بيوتهم وأراضيهم وأرزاقهم إلى السرقة، خصوصًا أنّهم تركوا بيوتهم دون تحضير مسبق