إرباكٌ فرنسي… ودعسة ناقصة إضافية
كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”:
خلال افتتاح مؤتمر السفيرات والسفراء الفرنسيين المعتمدين في العالم، خصص الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون فقرة للكلام عن لبنان، قائلا: الحل السياسي في لبنان سيمر بعد توضيح موضوع تدخلات ايران في هذا البلد بالتاأكيد. وامل ان يصل موفده الشخصي جان ايف لو دريان “الى حل من خلال مسار سياسي على المدى القصير”.
يعلق مرجع ديبلوماسي على توجيه سهام الاتهام الى ايران باعاقة انتخاب رئيس الجمهورية العتيد في لبنان، معتبرا ان موقف ماكرون يعكس الارباك الفرنسي بعدما اخذت باريس على عاتقها ايجاد حلول لازمات لبنان منذ العام 2020، دون تحقيق اي تقدم يذكر على مدى ثلاث سنوات ونيف.
في هذا السياق، يعتبر المرجع ان ما يحكى عن طرح اسماء جديدة لن يكون سوى مضيعة للوقت، مشيرا الى ان الاسماء التي تتردد ضمن لوائح او من الشخصيات التي عملت في المجال السياسي لم تحظى لغاية اللحظة باي توافق، والامر عينه ينطبق على الاسماء التي قد تطرح من خارج الدائرة السياسية، حيث سيكون جواب معظم القيادات في لبنان “لا نعرف شيئا عنها وعن ادائها” وان كانت شخصيات ناجحة في دول الاغتراب. ويضيف المرجع: لا يمكن انتخاب رئيس يحكم البلد لسنوات اذا “ارتاح” الفرنسيون له فقط، مشددة: على اهمية المواصفات التي تطرح وتتعلق بالكفاءة والنزاهة وعدم المشاركة في الفساد… الا ان الشرط الاساسي الى جانب كل ذلك هو القدرة على اتخاذ القرار، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها البلد.
وما هو مصير رسالة لودريان -الذي سيعود الى بيروت في 11 ايلول المقبل- التي تضمنت سؤالين اساسيين الى النواب:
– اولا: ما هي بالنسبة الى فريقكم السياسي المشاريع ذات الاولوية المتعلقة بولاية رئيس الجمهورية خلال السنوات الستة المقبلة؟
– ثانيا: ما هي الصفات والكفاءات التي يجدر برئيس الجمهورية المقبل التحلي بها من اجل الاضطلاع بهذه المشاريع؟
يقول المرجع الديبلوماسي عينه، بعض النواب اعد اجوبته، والبعض الآخر سيمتنع، لكن الرسالة والاسئلة والاجوبة، تدخل ضمن اطار الشكليات، بمعنى انها لا تقدم ولا تؤخر فالقرار او التسوية لانتخاب رئيس في لبنان لم تكتمل بعد، واصفا ورقة لو دريان بـ”الدعسة الناقصة”، خصوصا وان التأثير الخارجي على مسار التطورات في الداخل اللبناني بات محدودا جدا، حيث ان الرئاسة في لبنان ليست ضمن اولويات الولايات المتحدة، وان كانت تركز على ترسيم الحدود واستخراج النفط.
وفي هذا الاطار يعود المبعوث الأميركي آموس هوكستين الى بيروت غدا الأربعاء في زيارة يلتقي خلالها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب وقائد الجيش العماد جوزف عون.
وأشارت المعلومات الى ان زيارته محصورة بموضوع الحدود البرية وهو قد يزور الجنوب حيث يطّلع على عمل منصة الحفر في البلوك رقم 9″.