اقتصاد

فرنسا تصوّب وساطتها قبيل زيارة لودريان.. ماكرون: من عناصر الحل توضيح التدخل الايراني

29 آب, 2023

اعاد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاعتبار المباشر للدور الذي تمارسه بلاده في الازمة الرئاسية اللبنانية بما عكس إصراره علي معاندة العوامل التي تسببت بتعثر واخفاق الوساطة السابقة التي قامت بها فرنسا وإبراز تصميمه على الدفع بمهمة موفده الشخصي الى لبنان جان ايف لودريان .

وكتبت” النهار”: لعل الأهم من تخصيص الرئيس الفرنسي لبنان بفقرة خاصة من خطابه امس امام السفراء الفرنسيين المعتمدين في العالم ايران تحديدا بتوجيه سهام الاتهام الضمني والعلني اليها باعاقة انتخاب رئيس الجمهورية العتيد في لبنان من خلال “تدخلها” فيه بما يشكل تطورا بارزا للغاية ولو ان هذا الاتهام جاء مكملا لتشكيك ماكرون في جدية التسوية بين ايران والمملكة العربية السعودية .
وفي أي حال فان ابراز ماكرون التدخل الإيراني في لبنان وسط استعدادات موفده لودريان للعودة في زيارته الثالثة الى بيروت بعد تعيينه موفدا شخصيا لماكرون اكتسب دلالات جديدة من شأنها ان تشق مسارا مختلفا ولو غامضا اذ يتعين رصد رد الفعل الإيراني على موقف ماكرون اقله من خلال ما سيعلنه “حزب الله” او ما قد يتخذه من اتجاهات جديدة قبيل او خلال وجود لودريان مجددا في بيروت . اذ لم يخف في اعتقاد المواكبين عن كثب لتطورات الدور الفرنسي تأثير “انضواء” فرنسا ضمن المسار الذي رسمه اجتماع المجموعة الخماسية في الدوحة والذي شكل تطورا معاكسا الى حدود واسعة للمنحى المتفرد الذي كان يطبع الوساطة الفرنسية حيال الازمة الرئاسية من خلال تبنيها ترشيح سليمان فرنجية . ولعل استباق ماكرون امس لعودة موفده الى بيروت باشارته اللافتة الى التدخل الإيراني كانت العلامة الفارقة التي تعكس تبدلا ولو نسبيا في المقاربة الفرنسية

وكان الرئيس ماكرون في خطابه صباح امس بمناسبة افتتاح مؤتمر السفيرات والسفراء الفرنسيين المعتمدين في العالم أعرب عن شكره للوزير السابق جان ايف لودريان للمهمة التي يقودها بطلب منه ورئيسة الوزراء منذ اشهر املا “ان يتوصل الى مسار سياسي على المدى القصير”. واضاف انه “يعتقد ان احد العناصر الاساسية لهذا الحل السياسي في لبنان سيمر من خلال توضيح موضوع التدخل الايراني في لبنان بالتاكيد.”

وفي هذا السياق كشف مصدر فرنسي رفيع ل”النهار” ان لودريان سيصل الى بيروت في 11 أيلول المقبل . وقال المصدر ان الاسئلة التي وجهها لودريان في رسالته الى النواب هي تثبيت رسمي لمواقف النواب حول معلومات سبق ان حصل عليها لودريان . واعرب مسؤول فرنسي رفيع آخر عن قناعته بان “فرنسا ستنجح في مسارها في لبنان وانه سيتم انتخاب رئيس” . الى ذلك سألت “النهار” المسؤول عن تمني الرئيس الفرنسي ماكرون في خطابه امام السفراء الفرنسيين في العالم توقف ايران عن زعزعة استقرار الامن في المنطقة واذا كان يعتقد ان ايران قد تتوقف عن ذلك في لبنان فقال المسؤول بصراحة انه “لا يعتقد انها ستتوقف عن ذلك في لبنان” .

وذكرت” نداء الوطن” أنّ لودريان سيصل الى بيروت في 17 ايلول المقبل، وسيجتمع برئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم يعقد في السفارة الفرنسية لقاءات ثنائية مع ممثلي القوى السياسية. وسيسعى الى إكمال الخطوة بجلسة عمل عامة تشارك فيها القوى السياسية قبل بدء دورات انتخاب رئيس. وأفيد أن المعارضة ترفض المشاركة وتطالب بالدعوة الى دورات مفتوحة للاتفاق داخل المجلس.

وكتبت” الديار”:وفقا لمصادر مطلعة على موقف «الثنائي الشيعي»، يعبر كلام ماكرون عن حال العشوائية التي تدير من خلالها فرنسا سياستها الخارجية، سواء في افريقيا او الشرق الاوسط، وهو راهنا يطلق «الرصاص على رجله» في لبنان، من خلال اتهامات واهية لا تمت الى الواقع بصلة، خصوصا ان الايرانيين عمدوا منذ اليوم الاول الى فصل ملفات العلاقة الثنائية عن الملف اللبناني، وابلغوا باريس ان حزب الله وحده المعني بتفاصيل لبنان الداخلية ، وكان التعاون مثمرا طوال فترة طرح الفرنسيين لمبادرتهم الرئاسية. ويبقى انتظار عودة لودريان الى بيروت لمعرفة خلفيات هذه التصريحات غير المسؤولة، وعما اذا كان لباريس مقاربة جديدة، وعندئذ سيبنى على الشيء مقتضاه.
وكتبت” البناء”: تبدو مهمة رفع العتب التي سوف يقوم بها المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان أقرب للمهمة المستحيلة، فموعد وصوله الى بيروت غير محدّد بعد، والمواقف من دعوته للحوار غير مبشّرة، وليس لديه جدول أعمال غير محاولة الحوار، ولا مبادرة تملك فرصة التحوّل إلى ديناميكية تحرّك الجمود الرئاسي.
وأشارت مصادر المعارضة لـ”البناء” إلى أننا لن نشارك في الحوار الذي سيدعو إليه لودريان. وجدّدت التأكيد على أن أيّ حوار قبل انتخاب رئيس للجمهورية لن يكون مجدياً وسيقيد الرئيس المقبل بجملة شروط، لافتة الى أن الحوار يجب أن يكون برئاسة رئيس الجمهورية ويتركز على سلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية.
أما أوساط فريق ثنائي حركة أمل وحزب الله فـ”كررت التأكيد على الانفتاح على الحوار لتذليل العقد أمام انتخاب رئيس، لكن بعض أعضاء اللجنة الخماسية فرمل المبادرة الفرنسية وطوّقها بمطالب تعجيزية، بموازاة فريق داخلي يعطل الاستحقاق من خلال شروط لوضع العصي في الدواليب خدمة لمصالح شخصية وأهداف خارجية”. وجزمت الأوساط بأننا لن نقبل برئيس للجمهورية يفرط بالإنجازات الوطنية أو يقدم للعدو الإسرائيلي هدايا مجانية وما عجز عن تحقيقه في عدوان تموز 2006.

شارك الخبر: