منوعات

أي أفضل الإهداء أم تلقي الهدايا؟

26 كانون الأول, 2025

قدمت الدكتورة ليانا وين، المتخصصة الطبية في شبكة «CNN» الأميركية وطبيبة الطوارئ والأستاذة المساعدة بجامعة جورج واشنطن ومفوضة الصحة السابقة لمدينة بالتيمور، إجابة على سؤال شائع حول أيهما يمنح سعادة أكبر: العطاء أم التلقي، مشيرة إلى أن الأدلة العلمية تميل إلى ترجيح فوائد العطاء مع “تحفظات مهمة”.

وقالت وين إن أبحاثاً في علم النفس وعلوم الأعصاب والصحة العامة تربط السلوكيات الاجتماعية الإيجابية، مثل منح الوقت أو المال أو تقديم الدعم للآخرين، بتحسن الرفاه العام. وأضافت أن ذلك لا يعني أن العطاء مفيد دائماً أو أنه ينبغي أن يكون على حساب احتياجات الشخص نفسه، إلا أن مجمل الأدلة يشير إلى أن الكرم قد يدعم الصحة العاطفية والجسدية معاً.

وأوضحت أن مجموعة واسعة من الدراسات ربطت بين سلوكيات العطاء والمساعدة وتحسن الصحة النفسية، عبر انخفاض معدلات الاكتئاب والقلق وارتفاع الرضا عن الحياة، لافتة إلى أن التأثيرات تمتد أيضاً إلى مؤشرات جسدية مثل انخفاض هرمونات التوتر وتقليل الالتهاب وتحسن صحة القلب والأوعية الدموية، وصولاً إلى ارتباطات بطول العمر.

واستشهدت وين بمراجعة بحثية كبيرة نُشرت عام 2023 في دورية JAMA Network Open، راجعت 30 دراسة تناولت تدخلات اجتماعية إيجابية مثل أعمال اللطف والتبرعات الخيرية والتطوع وسلوكيات المساعدة، وخلصت إلى تحسن في الرفاه النفسي وانخفاض في درجات الاكتئاب، إلى جانب زيادة النشاط البدني وتحسن بعض نتائج فحوص الدم.

وفي تفسير محتمل لهذه النتائج، قالت وين إن العطاء ينشّط مسارات المكافأة في الدماغ المرتبطة بالمتعة والترابط الاجتماعي، ما يساهم في إطلاق مواد كيميائية مثل «الدوبامين» و«الإندورفين» المرتبطين بالمشاعر الإيجابية. وأضافت أن «الأوكسيتوسين» يلعب بدوره دوراً مهماً في تنظيم التوتر، وقد يسهم في خفض ضغط الدم وتقليل استجابات التوتر وتعزيز الشعور بالترابط الاجتماعي، معتبرة أن تكرار تنشيط هذه المسارات قد يفسر ارتباط الكرم بصحة أفضل، خصوصاً في الحالات المرتبطة بالتوتر المزمن مثل الاكتئاب وأمراض القلب.

كما أشارت إلى أن بعض الأبحاث المبكرة كانت “رصدية” وقد تعكس احتمال أن الأشخاص الأكثر صحة أو سعادة هم الأكثر ميلاً للعطاء، إلا أن دراسات أحدث استخدمت تصاميم تجريبية دعمت فرضية السببية. وأوضحت أن تجارب عشوائية طلبت من مشاركين القيام بأعمال لطف أو كرم ومقارنتها بأنشطة ضابطة أظهرت انخفاضاً قصير المدى في هرمونات التوتر مثل «الكورتيزول»، إلى جانب تحسن المزاج والرفاه العاطفي، مع تأكيدها أن إثبات السببية على المدى الطويل يبقى أكثر تعقيداً رغم اتساق النتائج عبر مستويات متعددة من الأدلة.

شارك الخبر: