لبنان

حضور سعودي متقدّم في بيروت… زيارة بن فرحان ترسم ملامح مرحلة اقتصادية وسياسية جديدة

17 تشرين الثانى, 2025

لعلّ أبرز ما يلفت في المشهد السياسي والاقتصادي الحالي هو الحركة السعودية المتجدّدة تجاه لبنان، والتي تتّخذ هذه المرّة طابعاً عملياً عنوانه رفع مستوى العلاقات التجارية وفتح أبوابٍ جديدة أمام الصادرات اللبنانية باتجاه السوق السعودية. وهي خطوات تحمل دلالات سياسية واقتصادية يُنتظر أن تتّضح تباعاً مع الزيارة التي يقوم بها الأمير يزيد بن فرحان إلى بيروت، وما سيليها من ترتيبات على مستوى التعاون الثنائي، خصوصاً في ظل المشاركة السعودية الرفيعة في المؤتمر الاقتصادي “بيروت 1” الذي ينعقد غداً الثلاثاء.

ويُعقد غداً في العاصمة اللبنانية مؤتمر الاستثمار (بيروت – 1) بمشاركة عربية ودولية واسعة، تتصدّرها حضوراً وفود رسمية وسياسية واقتصادية سعودية، بعدما حرصت الرياض على إرسال وفد متكامل يرأسه مستشار وزير الخارجية الأمير يزيد بن فرحان. ومن المنتظر أن يشكّل المؤتمر منصة لبحث الأوضاع الاقتصادية والمالية في لبنان، وانعكاسات التوترات الإقليمية على الاستقرار المحلي، إضافة إلى مناقشة مسارات التعاون الممكنة بين بيروت والعواصم الداعمة.

الموفد السعودي في بيروت

وقد وصل الأمير يزيد بن فرحان أمس إلى بيروت بصفته الموفد السعودي المكلّف بمتابعة الملف اللبناني، حيث باشر فوراً سلسلة لقاءات غير معلنة، بما ينسجم مع المنهج الهادئ الذي تعتمده الدبلوماسية السعودية في مقاربتها للشأن اللبناني خلال الأشهر الأخيرة. وتُسجَّل زيارة الأمير يزيد في توقيت دقيق، لاعتبارات عدة أبرزها أنها تأتي في ظلّ اهتمام سعودي متزايد بمستقبل الاستقرار في لبنان، وفي لحظة سياسية حساسة محلياً وإقليمياً.

وتتضاعف أهمية هذه الزيارة أيضاً لأنها تتزامن مع القمة المنتظرة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتي يُتوقّع أن تتناول ملفات المنطقة بكاملها، ومنها الوضع اللبناني الذي عاد ليحتل مساحة بارزة في النقاشات الدولية. ويأتي ذلك في ظلّ تنامي المخاوف من اتساع رقعة التوتر بين إسرائيل وإيران، وما يمكن أن ينعكس على الساحة اللبنانية من تحديات واحتمالات مفتوحة.

اللقاء المرتقب يوم الثلاثاء في البيت الأبيض بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد تامب، سيواكبه وفد سعودي ضخم، إذ من المتوقع أن يرافق ولي العهد إلى واشنطن نحو ألف شخص، بينهم تقريبًا جميع وزراء الحكومة السعودية.

شارك الخبر: