منوعات

دراسة: المشاهدة المكثفة للمسلسلات قد تحفّز الخيال

9 أيلول, 2025

لطالما ارتبطت عادة الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات بالآثار السلبية مثل الخمول وقلة النشاط، لكن دراسة حديثة من جامعة جورجيا الأمريكية قدمت منظوراً مختلفاً، إذ وجدت أن “المشاهدة المكثفة” للمسلسلات قد تحمل فوائد نفسية ومعرفية غير متوقعة.بحسب الباحثين، فإن الانغماس في متابعة المسلسلات لساعات متواصلة يمكن أن يحفّز الخيال، ويقوّي القدرة على التذكر، كما يمنح وسيلة للتأقلم مع الضغوط اليومية. وتبقى القصص التي يشاهدها الفرد عالقة في ذهنه فترة طويلة، لتصبح مادة خصبة لأحلام اليقظة والتخيل الإبداعي.يقول الدكتور جوشوا بالدوين، الباحث الرئيسي في الدراسة:”نحن كبشر كائنات تعشق القصص بشكل غريزي، والسرد يساعدنا على تلبية احتياجات نفسية أساسية مثل التواصل مع الآخرين، والشعور بالاستقلالية والأمان”.

وأوضح بالدوين أن الفائدة الأساسية للمشاهدة المكثفة تكمن في بناء عوالم عقلية متكاملة، تستمر بالتطور حتى بعد انتهاء المسلسل، ما يجعلها وسيلة فعالة للتكيف مع الضغوط اليومية.

تشير الدراسة إلى أن المشاهدين الذين يتابعون الأعمال بشكل مكثف يتمكنون من ربط خيوط الحبكة المعقدة وتشكيل صورة شاملة للقصة، خاصة في المسلسلات الطويلة متعددة الشخصيات والأحداث. كما أنهم يميلون إلى التفكير في القصة بشكل أعمق بعد انتهائها مقارنة بمن يشاهدون المحتوى على فترات متقطعة.

ويضيف بالدوين:”المشاهدون بشكل كثيف لا يستهلكون المحتوى بشكل سلبي، بل يواصلون التفكير فيه والتفاعل معه حتى بعد إطفاء الشاشة”.

خلصت الدراسة إلى أن فعالية هذه الآلية ترتبط بمدى قدرة القصة على إثارة المشاعر وإيجاد معنى عميق لدى المشاهد، إذ أكد المشاركون أنهم يتذكرون القصص المؤثرة بشكل أفضل. كما أظهرت النتائج أن المسلسلات التلفزيونية غالباً ما تترك أثراً أعمق في الذاكرة مقارنة بالكتب، لكن ذلك لا يقلل من قيمة القراءة، حيث يتمتع القرّاء الشغوفون الذين ينهون كتاباً كاملاً في جلسة واحدة بقدرة عالية على تذكر التفاصيل والتفاعل الذهني مع النصوص.

شارك الخبر: