منوعات

يوم الشوكولاتة العالمي… الحكاية الكاملة لـ”طعام الآلهة”

12 تموز, 2025

تُعد الشوكولاتة في فرنسا أكثر من مجرد حلوى؛ إنها جزء من الهوية الثقافية، طعام بنكهة وطنية، ومصدر فخر وبهجة. ومع ذلك، لم تبقَ هذه المتعة حكراً على الفرنسيين، فقد اجتاحت الشوكولاتة العالم بأسره، حتى بات اليوم العالمي للشوكولاتة يُحتفل به في عشرات البلدان، في 7 أو 11 تموز بحسب التقاليد المحلية.

لكن لماذا 11 تموز  بالتحديد؟ الجواب يعود إلى القرن السادس عشر، حين جلب الغزاة الإسبان بقيادة إرنان كورتيس أول شحنة من حبوب الكاكاو إلى أوروبا. لم يكتفِ الإسبان بذهب الأزتيك، بل حملوا معهم كنزاً آخر من نوع مختلف: الكاكاو، الذي سيحوّل تاريخ الحلوى في العالم.

من حضارات المايا إلى قصور أوروبا

الشوكولاتة لها جذور عميقة في حضارات أمريكا الوسطى القديمة، حيث استخدم المايا والأزتيك ثمار الكاكاو لصنع مشروب يسمى “إكسوكولاتل”، كان يُحضّر بطحن الكاكاو وخلطه بالنبيذ والأعشاب. لاحقاً، أضاف الإسبان السكر والقرفة وجوزة الطيب إلى الوصفة، مما جعل المشروب أكثر حلاوة وانتشاراً بين نخب أوروبا.

في القصور الملكية، كانت تُقدّم الشوكولاتة باعتبارها طعاماً فاخراً، بل أطلق عليها بعض العلماء اسمًا لاتينيًا يليق بمقامها: “ثيوبروما كاكاو”، أي “طعام الآلهة”.

من عملة إلى علاج

كانت حبوب الكاكاو نادرة وثمينة لدرجة أن الأزتيك استخدموها كعملة لشراء السلع والخدمات. وفي أوقات لاحقة، وبخاصة خلال الحرب العالمية الثانية، أصبحت الشوكولاتة عنصرًا أساسياً في حصص الجنود الغذائية، لما تقدمه من طاقة فورية ورفع للمعنويات.

وبعيدًا عن قيمتها الغذائية، توصلت الأبحاث إلى أن الشوكولاتة الداكنة تحتوي على مركبات تحفّز هرمونات السعادة وتخفف التوتر، ولهذا يرى البعض أن قطعة شوكولاتة يمكن أن تكون علاجًا سريعًا للمزاج السيئ.

احتفالات ومفارقات

في 11 تموز تفتح بعض مصانع الشوكولاتة أبوابها للزوار وتقدم جولات تفاعلية لشرح مراحل التصنيع ومكونات المنتجات. ورغم أن الشوكولاتة البيضاء لا تحتوي على مسحوق الكاكاو (فقط زبدته وسكر ومنتجات الألبان)، إلا أنها ما زالت تلقى رواجاً في الأسواق.

ومن المفارقات أن هذا الطعام الذي كان منقذًا للبشر من الجوع، يُعد سُماً قاتلاً للكلاب، بسبب احتوائه على مركب “الثيوبرومين” الذي لا يستطيع جسم الكلب التعامل معه.

أكثر من مجرد حلوى

بالنسبة للكثيرين، الشوكولاتة ليست رفاهية، بل عادة يومية. لقد مرت برحلة طويلة منذ أن كانت مشروباً مُرًّا لدى شعوب المايا، إلى أن أصبحت منتجًا عالمياً يتهافت عليه الصغار والكبار، ويستحق بالفعل يومًا عالميًا يُحتفل به بنكهة لا تُنسى.

شارك الخبر: