اكتشافات جديدة تغير طريقة حماية الأرض من الكويكبات

كشفت نتائج مهمة DART لانحراف مسار الكويكبات عن اكتشافات مذهلة وغير متوقعة تعيد كتابة طريقة تفكيرنا في مجال الدفاع الكوكبي.
فعندما اصطدمت مركبة ناسا الفضائية بالكويكب “ديمورفوس” عام 2022، لم تقتصر النتائج على تغيير بسيط في مسار الكويكب كما كان متوقعًا، بل كشفت عن ظاهرة فيزيائية معقدة تتجاوز التوقعات الأولية.
واللافت في هذه التجربة هو أن قوة الاصطدام نفسها لم تكن العامل الوحيد المؤثر في تغيير مسار الكويكب، بل الصخور الضخمة التي انطلقت بعنف بعد الاصطدام – بعضها بحجم سيارة صغيرة – حملت طاقة حركة تفوق الطاقة الناتجة عن الاصطدام بثلاثة أضعاف. هذا الاكتشاف المفاجئ يضع العلماء أمام تحدٍ جديد في تصميم استراتيجيات حماية الأرض من الكويكبات الخطرة.
وشرح الدكتور توني فارنهام، العالم الرئيسي في الدراسة، هذه الظاهرة قائلاً: “كنا نعتقد أن تغيير مسار الكويكبات يشبه لعبة بلياردو بسيطة، لكن ما حدث كان أكثر تعقيدًا بكثير. الصخور المنبعثة من الاصطدام أضافت قوة دفع إضافية غير متوقعة، وكأن الكويكب تلقى دفعتين بدلاً من واحدة”.
والأكثر إثارة للدهشة هو نمط انتشار الصخور المنبعثة؛ إذ لم تتشتت بشكل عشوائي، بل تجمعت في مجموعتين رئيسيتين مع فراغات واضحة بينهما، ما يشير إلى وجود عوامل فيزيائية خفية لم تكن معروفة سابقًا تلعب دورًا في هذه الظاهرة. تفسر إحدى النظريات هذا النمط الغريب بأن الألواح الشمسية للمركبة اصطدمت بصخرتين ضخمتين على سطح الكويكب قبل الاصطدام الرئيسي، مما تسبب في انطلاق مجموعات مميزة من الحطام.
وتكتسب هذه النتائج أهمية خاصة مع اقتراب مهمة “هيرا” الأوروبية، المقررة في عام 2026، والتي ستصل إلى الكويكب لدراسة آثار الاصطدام بشكل مباشر. كما تقدم دروسًا مهمة للعلماء الذين يطورون استراتيجيات فعالة لحماية الأرض من المخاطر الكويكبية، حيث أصبح واضحًا أن أي خطة مستقبلية يجب أن تأخذ في الحسبان ليس فقط قوة الاصطدام، بل أيضاً التأثيرات الثانوية الناتجة عن انطلاق الحطام الصخري.
وبينما أثبتت مهمة DART إمكانية تغيير مسار الكويكبات، فإنها فتحت أيضًا الباب أمام أسئلة علمية جديدة أكثر تعقيدًا، تذكرنا بأن الطبيعة غالبًا ما تكون أكثر ذكاءً وتنوعًا من أي نموذج نظري نطوره في مختبراتنا.