منوعات

محاولة اغتيال “شاعر الشعب” السوداني… رصاصة أصابت سريره! (فيديو)

16 أيلول, 2023

عدما شغل السودانيين خلال الأيام الماضية بصورته منقولاً على عربة تجرها الأحصنة (تسمى محلياً كارو) من أجل إجلائه من مسكنه في أم درمان، تحت أزيز الرصاص، ظهر فيديو جديد لشاعر الملحمة الشهير هاشم صديق.

وبدا صديق، الذي يوصف بشاعر الشعب، ويعد من أحد أبرز رموز الفن والإبداع في السودان، مستلقياً على سريره، في منزله وبقايا متناثرة من الخشب عليه.

وفي المقطع المصور الذي تداوله العديد من السودانيين على مواقع التواصل خلال الساعات الماضية، تمنى صديق ألا تكون الحادثة المُروّعة، عملية مدبرة تستهدف اغتياله وتصفيته جسديا.

محاولة اغتيال

كما لمح إلى أن استهداف سريره بالعيار الناري لم يكن عشوائيا أو مصادفة، إنما محاولة اغتيال وتصفية جسدية على الأرجح، استنادا أن الهدوء كان يسود المكان حينها ولم تكن هناك أصوات قنابل أو دانات وليست ثمة قصف صاروخي أو مدفعي متبادل بين الطرفين المتحاربين بمحيط الحي السكني. وروى بمقطع الفيديو الخطير المُتداول تفاصيل الكابوس المرعب، قائلا إنه سمع صوت فرقعة مرعبة لعيار ناري يدوي داخل الغرفة ويسقط على بعد سنتمترات قليلة من صدره.

وأوضح أنه أحس بشظايا صغيرة تناثرت على وجهه وصدره، مؤكدا نجاته من موت محقق.

كما أضاف أن العيار الناري شق سكون الغرفة؛ بينما كان مستلقيا داخلها وحده، حيث ذهب مرافقه إلى السوق لتلبية احتياجات المنزل. وذكر أنه أصيب برعب شديد عند اختراق العيار الناري لسقف الغرفة قبل أن يسقط على الأرض، لأنه لم يكن يعلم حينها ماذا يجري على وجه الدقة. وظل هكذا في حالة من الرعب والهلع، إلى أن عاد مرافقه ويدعى محمد الذي أكد له أن الغرفة تعرضت لإطلاق عيار ناري، حيث وجد بقايا المظروف الفارغ على الأرض.

فيما أظهر الفيديو بوضوح آثار العيار الناري على السقف والسرير والثقب الذي أحدثه بالسقف وتهشيمه أحد زوايا السرير الخشبي حيث يستلقي الشاعر هاشم صديق قبل أن يهوي إلى الأرض مباشرة

صور حزينة

وكانت مصادر مقربة من أسرة الشاعر أوضحت لـ”العربية.نت” قبل أيام أن الشاعر نقل على عربة كارو تحت ظروف بالغة التعقيد، بعدما بحثوا لأكثر من عشرة أيام عن مركبة “توك توك” لنقله، لأن قوات الدعم السريع لا تسمح بعبور المركبات العادية من المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش السوداني إلى مناطق سيطرتها، لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل، فلم يجدوا مفراً من إخلائه إلا محمولاً على ظهر “عربة كارو” خاصّة بعد أن صارت الحياة مستحيلة داخل حي بانت العريق شرق بمدينة أم درمان، إحدى المدن الثلاث المكوِّنة للعاصمة السودانية الخرطوم.

كما أكدت حينها أنه وصل وصل بسلام إلى أحد المنازل بضاحية الثورة بمدينة أم درمان الواقعة تحت سيطرة الجيش.

يشار إلى أن هاشم صديق يعتبر أحد أساطير الثقافة والأدب بالسودان، وقدّم أعمالاً خالدة بشتى مجالات الفن والإبداع.

عداء مع البشير

كما رفد المسرح السوداني بأعمال رائعة مثل مسرحية أحلام الزمان الحائزة على جائزة الدولة لأفضل نص مسرحي عام 1973، ومسرحية “نبتة حبيبتي” الحائزة على جائزة النص الأدبي عام 1974 وغيرها، بالإضافة إلى مسلسلات إذاعية وتلفزيونية شهيرة.

وبسبب بعض أعماله الإبداعية، ناصبه نظاما جعفر نميري وعمر البشير العداء، وتعرضت بعض أعماله للإيقاف الأمني.

كما يعد أحد أشهر الشعراء في البلاد، وغنى أشعاره كبار الفنانين كمحمد الأمين ومحمد وردي وأبو عركي البخيت. وأشهر هذه الأعمال هي “أوبريت ملحمة الثورة” أو “الملحمة” التي تروي قصة ثورة أكتوبر 1964 الشعبية بالسودان. وقد كتب صديق نصوصها وهو لا يزال صغيراً في السن لم يتجاوز العشرين عاماً.

كذلك تعد “الملحمة” التي قام بتلحينها الفنان الموسيقار محمد الأمين أول تجربة ناجحة في فن الغناء الموسيقي الكورالي بالسودان، إذ لاقت قبولاً كبيراً لدى المستمع السوداني حتى صارت بمثابة تراث وطني. (العربية)

شارك الخبر: