باحثون يوثقون في كندا تبنّي دبة قطبية لشبل غريب في واقعة نادرة جداً

رصد باحثون في كندا مؤخراً حالة نادرة للغاية لدبة قطبية تبنّت شبلاً لم تلده في شمال البلاد، في واقعة قال مختصون إنها من الحالات القليلة جداً التي سُجلت خلال عقود.
وأوضح الباحث في هيئة البيئة الكندية إيفان ريتشاردسون، الذي يدرس الدببة القطبية منذ 25 عاماً، لوكالة فرانس برس أن “13 حالة فقط” من هذا النوع تم توثيقها على مدى 45 عاماً.
وخلال تشرين الأول تمكن ريتشاردسون وفريقه من الإمساك بدبة برفقة شبلين قرب مدينة تشرشل، الملقبة بـ“عاصمة الدببة القطبية في العالم”، الواقعة شمال مقاطعة مانيتوبا وسط كندا. وقال الباحثون إن عمر أحد الشبلين كان 10 أشهر، فيما بلغ عمر الآخر 11 شهراً.
وأشار ريتشاردسون إلى أنه عند الاقتراب لاحظ الفريق أن أحد الشبلين يحمل علامة تعريف، بينما الآخر لا يحملها، لافتاً إلى أن الدبة نفسها شوهدت قبل أشهر قليلة مع شبل واحد فقط. ويعمد الباحثون في هذه المنطقة إلى وضع علامات تعريف للدببة القطبية لتتبعها ودراستها طوال حياتها.
وأكدت عمليات التتبع عبر أطواق مزودة بنظام تحديد المواقع العالمي، إضافة إلى ملاحظات منظمة “بولار بيرز إنترناشونال” المعنية بأبحاث الدببة القطبية، أن الأنثى احتفظت بالشبلين معها لأسابيع.
ووصف ريتشاردسون الحادثة بأنها “قصة رائعة”، مشيراً إلى أن الدببة القطبية تمتلك “حساً أمومياً مذهلاً” يؤهلها لرعاية صغارها.
وفي سياق متصل، أفاد الباحثون بأن أعداد الدببة القطبية في غرب خليج هدسون تراجعت بنحو 30% خلال بضعة عقود، من نحو 1200 دب في ثمانينيات القرن الماضي إلى قرابة 800 اليوم، ويُعزى ذلك جزئياً إلى تسارع ذوبان الجليد الضروري لبقائها. ومع ذلك، أكد ريتشاردسون أنه لا توجد أدلة تربط بين واقعة التبني وتغير المناخ.
وأضاف أن فحصاً جينياً يُجرى حالياً لتحديد الأم البيولوجية للشبل المتبنّى، موضحاً أنه على مدى 45 عاماً جرى رصد أكثر من 4600 دب قطبي في هذه المنطقة، ما يجعلها، بحسب تعبيره، “أفضل مجموعة دببة قطبية دُرست في العالم”.
