منوعات

إشارة راديوية من جسم غامض عابر للمجموعة الشمسية تربك العلماء

12 تشرين الثانى, 2025

رصد علماء فلك إشارة راديوية آتية من جسم غامض من خارج المجموعة الشمسية أثناء مروره السريع عبر نطاقنا الكوني.

التقط تلسكوب MeerKAT الراديوي في جنوب إفريقيا جزيئات الهيدروكسيل (OH) المحيطة بالجسم بتاريخ 24 تشرين الأول، وفق ما أوردته صحيفة “ديلي ميل”. وقال البروفيسور آفي لوب من جامعة هارفارد، الذي يدرس الجسم 3I/ATLAS منذ الصيف، إن هذه الجزيئات تترك بصمة راديوية مميزة تستطيع تلسكوبات مثل MeerKAT رصدها.

تشير التحليلات إلى أن حرارة سطح الجسم تقارب 45 درجة فهرنهايت تحت الصفر، وأن قطره قد يصل إلى نحو ستة أميال. ويأتي الكشف بعد أيام قليلة من مروره قرب مستوى مدار الأرض، ما سهّل متابعته. كما أظهرت صور بصرية التُقطت في 9 تشرين الثاني أن الجسم يطلق نفاثات ضخمة من المادة تمتد نحو 600 ألف ميل باتجاه الشمس، ونحو 1.8 مليون ميل في الاتجاه المعاكس—وهي مسافات تقارب أقطار الأجرام كما نراها في السماء.

وعلى بُعد 203 ملايين ميل من الأرض، تمثل هذه القياسات أول تقدير واضح لحجم النشاط المحيط بـ3I/ATLAS. وبحسب لوب، لا يقل عرض الجسم عن ثلاثة أميال، وقد يصل إلى ستة أو أكثر. ويثير الحجم الهائل لهذه النفاثات تساؤلات أساسية؛ فلو كان مذنبًا طبيعيًا لتمددت نفاثاته ببطء أكبر واستغرقت شهورًا لبلوغ هذه المسافات، لكن الكتلة والكثافة والسطوع اللافت تشير إلى سلوك غير معتاد.

ومن المتوقع أن تتضح طبيعة الجسم في 19 كانون الأول عند اقترابه الأقصى من الأرض، حين ستتمكن تلسكوبات مثل “هابل” و”جيمس ويب” من قياس سرعته وتركيبه وكتلة نفاثاته بدقة—ما قد يحسم ما إذا كان مذنبًا جليديًا تقليديًا أم جسمًا مزوّدًا بتقنيات قادرة على إطلاق نفاثات مشابهة مع فقدان أقل للكتلة.

وختم لوب قائلًا: إن الجمع بين البيانات الراديوية والبصرية يُظهر أنه يفقد كميات هائلة من المادة، ويتحرك بسرعات كبيرة، ويتصرف بطرق تتحدى فهمنا للمذنبات الطبيعية.

شارك الخبر: